إن كنتِ من هواة السفر والتعرّف إلى بلدان جديدة وثقافات غنية، فسترغبين حتماً في زيارة مدينة سالزبورغ، ولو مرة واحدة في العمر!
في الواقع، بعد الزيارة الأولى، ستحرصين على العودة إليها من جديد، لأنك لن تشعري بالاكتفاء من جمالها، تاريخها العريق الذي يتجلى على هيئة قلاع ضخمة رائعة وقصور قديمة مترفة وحدائق مورفة الظلال وجبال خضراء شاهقة وبحيرات ذات مياه بلورية زرقاء مدهشة..
المشاهد الطبيعية تتوزع في سالزبورغ والمناطق المحيطة بها على مدّ العين و النظر، تأسرك بلونها الأخضر النضر الذي يتآلف بانسجام رائع مع اللون الأزرق الفيروزي للمياه الرقراقة، والأحمر المتوهّج الذي تزهو به الورود مزينةً نوافذ البيوت الأوروبية الطراز.
شعوري الأول عندما أزور سالزبورغ هو دائماً نفسه: هل هذه فعلاً جزء من الأرض أم هي قطعة من الجنة؟ كم هم محظوظون الناس الذين يقيمون في هذه المدينة، هل يدركون مدى الجمال الذي ينعمون به من حولهم؟ هل يملّون حقاً من الاستمتاع بكل هذه المناظر الخلابة التي لا يمكن للعين أن تخطئها؟
تمنيت فعلياً لو أن رحلتي إلى سالزبورغ تدوم طويلاً، طويلاً، تمنيت لو أن الزمن يتوقف لبضعة أسابيع عن الدوران، فينساني في تلك الربوع الفسيحة، أتنشق هواءها العليل وأنام في فيء أشجارها الضخمة..
كان الجوّ آسراً، مزيج من الانبهار وحب الاستكشاف والتعرّف إلى كل شيء في المدينة التي تجتذب السيّاح من حول العالم.
إنها واحدة من أهم مدن النمسا، تتمتع بتاريخ عريق ومليء بالأحداث المشوّقة، كما تجمع بين عراقة الماضي ومعالم الحياة الأرستقراطية لطبقة رجال الدين التي حكمتها قروناً عدة من الزمن، وبين تفاصيل الحياة الحديثة التي تجعل منها مدينة عصرية مواكبة لكل جديد..
وأحدث ملامح هذه المواكبة تجلت في احتضانها مركز Designer Outlet Salzburg من مجموعة McArthurGlen، وهو المركز الذي وجّه لي الدعوة للانضمام إلى عدد من الإعلاميين من المنطقة، والسفر إلى النمسا للتعرّف عن كثب إلى عروضه، علاماته، والخدمات المميزة التي يقدّمها للزوار العرب.
إليك تفاصيل الرحلة
كانت رحلتنا مع مجموعة McArthurGlen بدأت مع Noventa di Piave Designer Outlet في البندقية التي كانت محطتنا الأولى، وقضينا هناك يومين في التعرّف إلى المدينة وعلى مركز التسوق، ثمّ انتقلنا من البندقية في باص راقٍ ومكيّف، في رحلة دامت ما يربو على 6 ساعات، استمتعنا خلالها بمشاهدة جمال المناطق الريفية على الحدود ما بين إيطاليا والنمسا.
في الواقع، كان الاختلاف الكبير في درجات الحرارة بين البلدين هو أكثر ما لفت انتباهي، ففيما كان الطقس حاراً ورطباً في البندقية، شعرنا بلمسة منعشة من البرد اللطيف فور أن اجتزنا الحدود وتوقفنا في إحدى الاستراحات لتناول المرطبات..
مع وصولنا إلى سالزبورغ، كان في انتظارنا فريق العمل من مركز Designer Outlet Salzburg الذي بدا مرحباً جداً واستضافنا على مأدبة غداء في مطعم بدا لي رائعاً.. فقد كان عبارة عن منزل كبير تتوسّطه حديقة مفتوحة تزيّنها الأشجار الضخمة المورفة الظلال. جلسنا تحت هذه الأشجار لتناول الغداء في جلسة هادئة وممتعة جداً، وكان الطعام منوعاً وراقياً وضمّ الكثير من الخيارات التي تنوّعت بين الأطباق النباتية تماماً، والستيك وكبدة اللإوز وغيرها...
بعد الغداء، توجهنا إلى إلى الفندق لنتسلّم غرفنا.. كان الفندق يقع على تلة قليلة الارتفاع بعيدة مسافة 20 دقيقة تقريباً عن وسط المدينة، ويحمل اسم Romantik. أعجبني تصميم الفندق الذي بدا حميمياً إلى حد بعيد، فهو صغير وهادئ وفي الوقت نفسه يمتاز بغرف فسيحة مع إطلالات جميلة على الطبيعة المحيطة، شعرتُ بالألفة فيه على الفور و قررتُ أن أحجز فيه في زيارتي المقبلة لسالزبورغ!
الزيارة الأولى لوسط المدينة
يمكن القول عن سالزبورغ إنها مدينة الموسيقى بامتياز. فهي مسقط رأس المؤلف الموسيقي الأشهر، موزار، ولا تزال تحتضن المنزل الذي وُلد فيه وتحول اليوم إلى متحف يزوره السيّاح من حول العالم. فيها أيضاً العديد من الجامعات التي تدرّس الفنون، وفي مقدمتها الموسيقى، كما تضمّ عشرات المتاحف و القلاع التاريخية والكنائس الضخمة الشاهدة على تاريخها العريق ومكانتها المهمة في العالم الأرستقراطي القديم.
بعدما ارتحنا لبعض الوقت في الفندق وبدّلنا ملابسنا، قمنا بزيارة لوسط المدينة يرافقنا دليل سياحي سوري الأصل اسمه مروان. عرّفنا مروان إلى الكثير من معالم المدينة التاريخية والسياحية، من بينها حديقة ميرابيل التي تضمّ رموز عناصر الطبيعة الأربعة، وتروي قصة رجل الدين العاشق، ثمّ انتقلنا إلى المدينة القديمة المصنفة من ضمن مواقع الأونيسكو للتراث العالمي.
إنها من أكثر ما يميز سالزبورغ المدينة، فأبنتيها القديمة حُوّلت إلى محالّ تجارية ومطاعم مليئة بالسيّاح، وكنائسها الضخمة تشمخ بهيبة كبيرة لتأسر الأنظار وتشدّك للدخول إليها واكتشاف هندستها المعقدة وديكورها الداخلي الباهر. أجمل ما فيها جدارياتها العملاقة وأسقفها المرتفعة جداً والمزيّنة برسوم جميلة للملائكة والأعمدة المنحوتة التي تزيّن كل ركن فيها.
في وسط المدينة ستجدين الجامعة وتمثالاً ضخماً يتوسّط باحتها الخارجية، ويبدو غير مألوف للوهلة الأولى. تصميمه يمثل كرة نحاسية كبيرة ترمز إلى كوكب الأرض، وعلى رأسها يقف رجل يجعلكِ تفكرين طويلاً في الغاية من تثبيته هناك، ليتدخل الدليل السياحي ويشرح أن هذا التمثال يرمز في الواقع إلى أسلوب الحياة المعاصرة.
شخصياً لم أجد رابطاً واضحاً بين الأمرين، ومع هذا فقد اجتذب التمثال عشرات السيّاح الذين أخذوا يلتقطون صور السيلفي تحته!
أكملنا السير في المدينة القديمة ودخلنا إلى متاجر التذكارات المنتشرة بالعشرات في المكان، وهي متاجر صغيرة ولكنها تضمّ الكثير من القطع الجميلة التي تغلب عليها اللمسة الفنية الواضحة. أجمل ما فيها المعروضات الخشبية التي ترمز إلى الطبيعة، أشكال زينة الميلاد الملونة، وبالطبع الشوكولاته الشهيرة التي تحمل اسم وصورة موزار!
انتهى اليوم الأول بعشاء متميز جداً في مطعم يجب أخذ مصعد كهربائي للوصول إليه، إذ يتربع على تلة متوسطة الارتفاع تشرف مباشرة على أفق سالزبورغ لتمنح الزوار مشهداً مهيباً للمدينة.. وبما أن الليل كان قد بدأ بالهبوط، بدا المكان شاعرياً إلى أبعد الحدود، وحدها نسمات الهواء الباردة كانت كفيلة بأن تجعلنا نستفيق من تأثير سحر الإطلالة وروعتها.
زيارة Designer Outlet Salzburg
في اليوم الثاني حظينا بفرصة الانتقال إلى خارج مدينة سالزبورغ والتعرّف إلى واحدة من أجمل المناطق المحيطة بها، وهي قرية بحيرة فوشيل التي تُعدّ من أجمل بحيرات العالم بمياهها الفيروزية النقية.
هناك قصدنا فندق Schloss Fuschl الذي يتربع على تلة قليلة الارتفاع تشرف مباشرة على البحيرة وتمنح المقيمين فيه إطلالة خيالية!
سيبهرك بالتأكيد منظر البحيرة والجبال الخضراء المحيطة بها، وستجلسين هناك ساعات طويلة وأنت تتأمّلين كل هذا الجمال المترامي أمام عينيكِ.
بعدما قمنا بجولة في الفندق، دُعينا لتناول الغداء في مطعم تابع للفندق يقع مباشرة عند البحيرة.
بعد هذا الغداء الفاخر، كانت محطتنا الجديدة في سالزبورغ المدينة، وتحديداً في Designer Outlet Salzburg!
يمتاز المركز ببنائه العصري الأنيق، وهو مكوّن من طابقين ويضمّ العشرات من البوتيكات لكل الاحتياجات، من بينها بوتيكات الملابس ومعدات الرياضة ومستلزمات السفر ومتاجر العناية بالجمال ومتاجر المجوهرات، فضلاً عن العديد من المقاهي والمطاعم المتنوعة.
قصدنا أولاً المكاتب الخاصة بفريق إدارة المركز وتعرّفنا منه عن كثب إلى حملة "حيّاكم" التي ينظمها للعام الثاني على التوالي، كما اطلعنا على أبرز العلامات الموجودة فيه، ومن بينها Michael Kors، Aigner، Escada، Jil Sander، La Perla، Boss، Philipp Plein وغيرها، مع العلم بأنها كلها تتوفر بأسعار مخفضة ترواح بين 30% إلى 70%! وهذا بحد ذاته أمر مشوّق و مشجّع على ممارسة هواية التسوّق من دون الشعور بالكثير من تأنيب الضمير!
تستهدف حملة "حيّاكم" الزوار العرب والخليجيين وتقدم لهم هدية فورية مع بطاقة حسومات إضافية باسم Fashion Passport، وتستمرّ حتى تاريخ 4 سبتمبر، حيث تنتهي مع انتهاء عيد الأضحى. وهذه البطاقة يمكن الحصول عليها عند تخزين النشرة التعريفية الخاصة بالحملة على هواتفكم، والمتوفرة على الموقع الإلكتروني للمجموعة.
المميز في المركز أنه لا يبعد عن مطار سالزبورغ سوى خمس دقائق سيراً على الأقدام، أو عشر دقائق بواسطة السيارة من سالزبورغ. وفيه يمكن للزوار التمتع بأجوائه المريحة، وبما يضمه من مقاهٍ ومطاعم، منطقة ألعاب للأطفال، مواقف مجانية لركن السيارات وأكثر من 100 علامة تجارية، فضلاً عن مصلّى خاص بالمسلمين، بحيث يجد كل زائر ما يناسب ذوقه.
نكهات دولية
يمكن للضيوف التمتع باستراحة مستحقة في واحد من مقاهي أو مطاعم المركز التي تقدم أطايب الطعام. وسواء بدأ المرء يومه بفنجان من قهوة الإسبريسو في مقهى "سيغافريدو" أو بتناول البيتزا في مطعم "بوتيتوس" أثناء الغداء، فسيكون ذلك الانطلاقة الصحيحة للقيام بجولة تسوّق طويلة. وتوفر مقاهي المركز المريحة ومطاعمه الممتازة ما يناسب كل ذوق، حيث تشتمل أبرز الأطباق على التاباس الإسباني في مطعم "بوديغا"، المأكولات الآسيوية في "آسيا كوكوس" والنقانق البافارية الأصلية في "ماماز ديلي".
يمكن للضيوف هنا التمتع بتجربة تسوّق فريدة، علماً بأن جميع متاجر المركز الرائدة ومطاعمه ومقاهيه ومرافق خدمات الضيوف تفتح أبوابها من يوم الاثنين إلى يوم الخميس من الساعة التاسعة والنصف صباحاً حتى السابعة مساءً، وفي أيام الجمعة من التاسعة والنصف صباحاً حتى التاسعة مساءً، وفي أيام السبت من التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءً، بينما تُقفل أيام الآحاد وفي العطلات الرسمية. كما يعمل مكتب الاسترجاع الفوري للضريبة على التسوّق (Premier Tax Free) خلال أوقات العمل النظامية للمركز.
شخصياً كنت مهتمّة بشراء الحقائب، ومن بينها حقيبة سفر جديدة، فاخترت واحدة من علامة Samsonite، كما اشتريت حقيبة يد صغيرة بنّية اللون من Michael Kors.
انتهى يومنا الثاني بعشاء أنيق جداً في مطعم الفندق الذي نزلنا فيه، وكان عشاءً صاخباً أقيم في الهواء الطلق واستمرّ حتى ساعة متأخرة من الليل. أمّا اليوم الثاني، فكان موعد الاستفاقة من الحلم والعودة من جديد إلى دبي على متن درجة رجال الأعمال في طيران الإمارات في رحلة مباشرة إلى دبي دامت حوالى ست ساعات.
كانت رحلة العودة هادئة ومريحة كما بدت لي سريعة وذلك بفضل مستوى الخدمات المرموق والاهتمام الكبير الذي حصلنا عليه من فريق العمل والمضيفين.