طفلك سيشبه في هذا الشهر الخامس المولود الجديد ويزن قرابة نصف كيلوغرام. ينضج دماغ طفلك وتتّضح شفتا الطفل أكثر وتنمو عيناه، ويكون الحاجبان والرموش في المكان الصحيح. كذلك ينمو البنكرياس، وهو المسؤول عن إنتاج الهرمونات بشكل ثابت، وتظهر العلامات الأولى للأسنان أسفل خط اللثة. ويستمر جهاز طفلك التناسلي بالتطور إذ تبدأ الخصيتان بالانحدار عند الصبي أما عند البنات فيأخذ المبيضان والرحم مكانهما ويتطور مهبلها ولديها الآن كل البويضات التي ستحتاج إليها في حياتها. ونمت الآن عظامه تماماً، مع تكوُّن النخاع العظمي المسؤول عن إنتاج كريات الدم الحمراء. كما أنه يشعر ويسمع. ويكتسي جسم الطفل بطبقة من الشعر الرقيق (lanugo) الذي قد يكون مرئياً عند الولادة ثم يبدأ بالتلاشي بعد ذلك بقليل.
يتطوّر دماغ طفلك بسرعة خلال هذا الأسبوع. وتستمر الأجهزة الأخرى بالنمو. يشهد هذا الشهر طفرة في حواس طفلك، إذ يتكون المخ والنظام العصبي بسرعة ليتمكن طفلك من الشم والإبصار والإحساس والتذوق والسمع. يعني ذلك أن طفلك قد يسمع صوتك ونبضات قلبك ويمكنه تذوّق نكهات الطعام الذي تتناولينه. 
وإذا شعرت بركلة طفلك الأولى هذا الأسبوع، فسوف يزيد تعلقك به وخوفك عليه، بسبب نمو حاسة الأمومة لديك.

تغيراتك أنت

أما أنت فأصبحت في منتصف فترة الحمل، وتستمرّ التغيّرات الجسدية في جسمك، فهو يتكيّف مع حجم طفلك المتنامي وتبدأ الرحم التي تصل الآن إلى سرّتك بدفع أعضائك خارج أماكنها الطبيعية وتكون الأمعاء أول الأعضاء التي تتحرك من مكانها بسبب توسّع الرحم. تزداد الإفرازات المهبلية خلال هذه الفترة ويزداد الضغط على العضلات والأربطة المحيطة بالرحم المتوسّع. قد تشعرين ببعض الآلام وخاصة في الجزء الأسفل من بطنك أو ظهرك. استشيري طبيبك إن كان ألم الظهر حاداً ولا يتحسن أو إن كان يحد كثيراً من قدرتك على ممارسة تمارينك الرياضية أو إن كانت التشنجات مستمرة ولا تزول. تعانين أيضاً من صعوبة التنفس في بعض الحالات. يمكن أن يزداد الأمر سوءاً مع دفع الرحم إلى الأعلى على الرئتين، لكن عليك إخبار الطبيب إذا شعرت أن الأمر يخرج عن السيطرة.

قد يكون من الصعب الحصول على فترات نوم جيدة أثناء الليل وأنت حامل، خصوصاً إذا كنت تعانين من الحرقة في المعدة أو عسر الهضم. من المحتمل أن تصابي بالأرق الليلي كما يمكن أن يسبّب الحمل احتقان الأنف فيؤدي إلى الشخير.
مع النموّ السريع للجنين بداخلك، قد تبدئين بالتركيز على الولادة وما تحمله من إثارة. الاستمرار بالأكل الصحيح وممارسة الرّياضة بانتظام بإمكانهما أن يجعلا ذاك اليوم الكبير أسهل.

وقد تكونين أكثر عرضة للإرهاق في هذه المرحلة، وخاصةً مع وقوفك على قدميك لفتراتٍ طويلة. يُنصح بأخذ أقساطٍ كافية من الراحة إما بأخذ قيلولة أو بالجلوس والاسترخاء. قد تكون اللثة أكثر عرضة للنزف أثناء فترة الحمل. نظّفي أسنانك بالخيط الطبي والفرشاة بانتظام. 

على الرغم من أنّ معظم النساء يكسبن حوالى 450 غراماً أسبوعيّاً خلال هذا الوقت، قد تلاحظين أنك خلال أسبوع قد تكسبين وزناً أكثر بقليل وفي أسبوعٍ آخر وزناً أقلّ بقليل. المهم هو الحفاظ على معدل ثابت لزيادة الوزن.

وفي هذه المرحلة، قد تلاحظين زيادة منتظمة في الوزن بما يقارب 225 غراماً كل أسبوع. وربما تجدين أن شهيتك تزداد. ويتوسع رحمك ويمتد إلى ما بعد السرة.

وتعد أيضاً الحاجة إلى التبوّل المتكرر من الجوانب السلبية للحمل، لكن لا تنسي أنك أكثر عرضة لحالات الالتهاب في مجرى البول. قد يخبرك الطبيب بشأن فحص السكر وهو فحص روتيني يكشف السكري في الحمل. 

تبدأ العديد من الأمهات الحوامل في هذه المرحلة بالشعور بما يعرف بـ"دماغ الحمل"(pregnancy brain)  وهي ظاهرة تتمثل في انخفاض مستوى التركيز والانتباه للمرأة الحامل. قد تصبحين كثيرة النسيان وغير قادرة على تذكر أين وضعت شيئاً ما أو الجملة التي كنت على وشك النطق بها. لا تقلقي، حيث إن ذلك كله طبيعي نتيجة التغيّرات الهرمونية الطارئة على جسمك والافتقار إلى النوم إذا كنت لا تستريحين بالقدر الكافي. ومن الشائع الشعور بالدوار خلال الأسابيع من الـ21 حتى الـ40، الذي يُسببه تدفق الدورة الدموية إلى قدميك فجأة. ولذلك، فعليك النهوض ببطء ورفق. ويمكن أن تؤدي هرمونات الحمل إلى انتفاخ اللثة والتهابها، فيحدث النزف باستمرار، خصوصاً عند تنظيف الأسنان. 

لا تهملي مراقبة ضغط دمك جيداً. إذا كان ضغط الدم مرتفعاً، فقد يطلب الطبيب تكرار زياراتك له. وأخيراً انتهزي الفرص للقيام بمزيد من الحركات وخففي من وقت الجلوس في روتينك اليومي.