الكولوستروم أو اللبأ هو الوجبة الأولى التي يحصل عليها طفلك بعد الولادة، وهي تُعرف أيضاً بالسائل الذهبي. إن فكرت بالأمر، فستعرفين أن جسد المرأة يتمتع بقوى خارقة، إذ إنها تحمل طفلاً، ويكبر في داخلها، ومن ثم تلده، وتتابع تغذيته وحمايته بعد خروجه من بطنها. وبالطبع، هذه الأمور لا تحصل دوماً بسهولة. 

أما عندما يحين وقت الرضاعة، وقبل أن يمتلئ ثديا الأم بالحليب (بعد 2-5 أيام بعد الولادة)، يبدأ جسمها بفبركة مادة الكولوستروم، أول حليب يتناوله الطفل. يعرف الناس الكولوستروم على أنه "السائل الذهبي": أولاً لأن لونه مائل للبرتقالي، وثانياً بسبب فوائده الكبيرة التي لا تعد ولا تحصى على صحة الطفل. 

قد تعرف الأمهات الكثير من فوائد هذا السائل الذهبي، إلا أنهن أيضاً قد تفوتهن الكثير من الحقائق المتعلقة به. إليك أهمها: 

يبدأ جسمك بفبركته حتى قبل ولادة الطفل

عادة، لا تفكر الأم بالرضاعة الطبيعية كجزء من تجربة الحمل، ولكن الثديين يبدآن بالعمل باكراً، وفور حصول الحمل حتى. يبدأ جسم الأم في فبركة الكولوستروم في الفصل الثاني من الحمل. (لا تقلقي إن لم يحصل سيلان للمادة، لأن هذا لا يعني أن جسمك لا يعمل على فبركتها). 

البعض يصف "الكولوستروم" على أنه لقاح الطفل الأول

يفيد الخبراء بأن مادة الكولوستروم تحتوي على كميات كبيرة من الخلايا الحية التي تدافع عن الطفل ضد الكثير من العوامل الضارة. أضف إلى ذلك أن المضادات الحيوية الضرورية للجهاز المناعي والموجودة في الكولوستروم أهم بكثير من الأخرى الموجودة في الحليب العادي. فالأول غني بما يعرف بالـ"لوكوسيت"، أي خلايا الدم البيضاء التي تهاجم الفيروسات والبكتيريا. كما أنها تحمي الصغير من الجراثيم التي تستهدف حلقه، وغدده، وجهازه الهضمي. 

الكولوستروم مطرٍّ ويساعد على إخراج أول براز للطفل

يقول الأطباء إن الكولوستروم يعمل كمطرّ طبيعي يساعد على إخراج السائل الذي يبتلعه الطفل خلال وجوده في رحم أمه وعند الولادة، أي أنه يسهّل التبرز الأول للطفل. وتجدر الإشارة إلى أن التخلص من السائل المذكور المعروف بـ"البيليروبين" ضروري جداً لأنه يقي من اليرقان. 

الكولوستروم يتميز بتوازن غذائي مثالي، كما أنه سهل الهضم

تقول الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال: "إن الكولوستروم هو كل ما يحتاج إليه الطفل في أيامه الأولى بهدف الحصول على الكمية الكافية والضرورية من الأغذية والسوائل. فالكولوستروم معروف بغناه بالبروتينات وبقلّة السكر والدهون مقارنة بالحليب العادي فيما بعد (الذي يفرز بعد الكولوستروم). هذا بالإضافة إلى أن الكولوستروم سهل الهضم، ما يجعله الطعام الأفضل لطفل صغير. 

يحمي أمعاء الطفل من المواد الغريبة ويلفّه بغلاف حامٍ

هل تعرفين أن الجهاز الهضمي للطفل يحتوي على ثقوب عند الولادة ما يجعله ضعيفاً غير قادر على المقاومة؟ ولكن لا تقلقي لأن الكولوستروم موجود ويلف هذه الثقوب بغلاف عازل يمنع تسرب المواد الغريبة التي قد تسمم الطفل أو تسبب له مشاكل صحية.

الكولستروم السائل الذهبي الذي يحمي طفلك