هذا العام، عندما بدأت الحديث عن سانتا كلوز، لاحظت أن ابنك أو ابنتك ينظر إليك بطريقة غريبة، ما دفعك إلى الشكّ في أنه بدأ يشكك في وجوده. كيف يجب أن تتصرفي في هذه الحالة؟ هل تقولين له الحقيقة؟ أم تتركينه يصدق وجوده لسنة أخرى؟ إليك نصائح الخبراء.
هل يجب أن تستمرّي في اعتبار سانتا كلوز موجوداً؟
كبر طفلك، وفي قرارة نفسك، تقولين إن الوقت قد حان لتخبريه بحقيقة أن سانتا كلوز غير موجود. ولكن كيف تضعين حداً لهذه الأسطورة في عيني طفل صغير بشكل كامل ودون أن تتسبّبي له بصدمة؟
في سن 6-7 سنوات، يبدأ الأطفال بطرح الأسئلة عن الكثير من المواضيع، ومن بينها عن وجود سانتا كلوز. ما هو الانفعال الذي يجب أن تبديه تجاه أسئلتهم هذه؟
يجب أن تنصتي دوماً وبدقة إلى أسئلة الصغار وأن تأخذيها في الاعتبار وبجدية. يجب على الأهل أن يسألوا أطفالهم عن الشكوك التي تراودهم، وأن يعرفوا مصدر هذه الشكوك. بعدها، يقومون بردة الفعل المناسبة، وإن شعروا بأن طفلهم لا يزال بحاجة إلى التصديق أن سانتا كلوز موجود، يستمرّون في تأكيد وجوده، إذ من حقه أن يفكر بهذه الطريقة.
هل هناك سنّ معيّنة يجب فيها إخبار الطفل بهذه الحقيقة؟
لا، لا يوجد، هذا الأمر يعود إلى نضج الطفل العاطفي. عموماً، في العام السابع، يفهم جميع الأطفال أن سانتا كلوز ليس موجوداً في الحقيقة، بسبب المحيط المدرسي. يبدأ الصغير بسماع المعلومة من سنّ صغيرة، ولكن على الأهل أن ينتظروا حتى يطرح هو هذا السؤال. الطفل هو من يجب أن ينذر أهله حيال حقيقة سانتا كلوز، لا أن يبادروا هم إلى مفاتحته بالأمر. تُعدّ المدرسة والأصدقاء والتلفزيون مصادر كفيلة بتوعية الطفل الذي يسعى إلى النضوج. في المحصلة، على الأهل أن يعوا أن سانتا كلوز هو صورة من طفولة الأولاد، وأنهم سيتخلصون منها حين يشعرون بأنهم بحاجة لذلك.
ماذا يجب أن تفعلي إن شعرت بأن طفلك تفاعل بسلبية حين أخبرته بحقيقة أن سانتا كلوز غير موجود؟
إذا تفاعل بطريقة سلبية، فهذا يعني أنك أخبرته مبكراً ولم تنصتي جيداً إلى أسئلته. بمعنى آخر، سيشعر الطفل بأن والديه مزقا عالمه الخيالي. في هذه الحالة، يجب أن تعتذري منه وأن تمنحيه الوقت، وتعيدي طمأنته إلى أن سانتا كلوز موجود حتى تشعري بأنه حان الوقت الذي يريد فيه الطفل أن يصدّق أنه غير موجود.
كنتيجة طبيعية، يجب أن تستمري بتقديم الهدايا باسم سانتا في كل عام. أمّا إن تمسك بفكرة عدم التصديق، وشعرت بأنه حزين، فلا بأس بالأمر، إذ لا يمكنك أن تقنعيه طوال حياته، خاصة أن خيبات الأمل والإحباطات تشكل جزءاً مهماً من نموّه ونضوجه.
قد يشعر بعض الأهل بأن من الأفضل لهم أن يخبروا الطفل بحقيقة سانتا منذ الصغر لتفادي هذه المرحلة، ولكنه أمر خاطئ خاصة في ظلّ محيط يصدّق وجوده. سيسمع الصغيرجميع ما يقال من حوله وسيرى الآباء والأمهات الآخرين يشترون الزينة والهدايا لأولادهم، وسيفقد هذه الأسطورة الجميلة لأن والديه لا يريدان الشعور بالانزعاج. يجب أن يعيش صغيرك كالآخرين لأن معايير المجتمع تفرض ذلك، ولأن صحّته النفسية وطفولته الطبيعية تتطلب ذلك.