وُلدت غريس كيلي من عائلة كانت تهوى الفن وتعشقه، فنشأت على حبّها للفن وبدأت حياتها الفنية منذ طفولتها حيث أطلّت للمرة الأولى على الجمهور عندما بلغت الثانية عشرة من خلال مسرح للهواة، بعد أن رأت عائلتها حبّها للفن فأدخلتها مدرسة لتتعلم رقص الباليه. وبعد أن أتمّت المرحلة الثانوية قرّرت أن تدرس المسرح وهو الأمر الذي شجّعها عليه والداها حتى أصبحت تعمل عارضة أزياء إلى جانب عملها كممثلة.
غريس كيلي تطارد أحلامها
نحجت غريس كيلي خلال عملها مع ألفرد هيتشكوك في الوصول إلى الشهرة وأصبحت من أهم نجوم السينما الأميركية وباتت تنافس كل نجمات جيلها مثل مارلين مونرو وجاكلين كينيدي وغيرهما، إلا أن كيلي تميّزت بعفويتها وبساطتها وبسحر يميّز شخصيتها حسبما وصفها المخرجون آنذاك، وأصبح حضور غريس باهراً على الشاشة لتتألق بعدة أفلام على رأسها to catch a thief، rear window، dial m for murder والعديد غيرها من الأفلام التي حققت إيرادات ونجاحات منقطعة النظير إلى أن ذهبت غريس ذات يوم لحضور مهرجان كان السينمائي الدولي بدورته الثامنة لتنقلب حياتها بعد ذلك رأساً على عقب.
طريقها الى أميرة موناكو
وأثناء حضور غريس كيلي مهرجان كان اقترح عليها أحد الصحافيين الذي كان يتمتع بصداقة قوية معها أن يلتقط لها جلسة تصوير مع الأمير رينيه أمير موناكو غير أن غريس تردّدت قليلاً قبل قبول الدعوة، وتمت بالفعل جلسة التصوير لتوطد علاقة غريس بالأمير رينيه، فسافر الأمير رينيه إلى نيويورك في 15 ديسمبر، وطلب يد الممثلة في ليلة رأس السنة، وأُعلنت خطبتهما رسمياً في السادس من يناير، وكانت هذه المرة الأولى التي يتزوج فيها نجم هوليوودي من شخصية ملكية، وقبل مغادرتها إلى فرنسا، صوّرت غريس كيلي الفيلم الأنيق جداً High Society .
عُقد حفل زفافهما مدنياً في قاعة عرش القصر الملكي في 18 أبريل من عام 1956، حيث بدت غريس أميرةً بالفعل في ثوب الزفاف المطرّز والمزركش بالحرير الناعم من تصميم هيلين روز، وأصبحت غريس كيلي صاحبة السموّ أميرة موناكو الموقرة، وشهد حوالى 30 مليون شخصاً على الشعائر الدينية للزفاف عبر قناة يوروفيجن في اليوم التالي، حيث وصفته صحيفة "تايمز" بأنه الحدث الأكثر رومانسية منذ قصة روميو وجولييت.
فتور ثم موت
دام زواجهما أكثر من 26 سنة وأنجبت غريس ثلاثة أطفال هم: كارولين، ألبير وستيفاني، وعلى الرغم من ابتعادها عن التمثيل فقد حافظت على علاقتها بزملائها داخل الوسط الفني ولا سيّما صديقها المقرّب ألفرد هيتشكوك، وأصبحت تستعين بهم في حفلاتها الخاصة هي وزوجها أمير موناكو كما استغلت شهرتها في العديد من الأعمال الخيرية، والأهم أنها أنقذت إمارة موناكو من احتلال فرنسي أثناء رئاسة الرئيس الفرنسي شارل ديغول، غير أنها بعد فترة من زواجها الذي اعتراه الفتور اجتاحتها الرغبة في العودة مرة أخرى إلى الشاشة الكبيرة، وسط معارضة شديدة من زوجها.
إلى أن تعرّضت الأميرة غريس لحادث خلال قيادة سيارتها في 13 سبتمبر من عام 1982 أدّى إلى موتها في اليوم التالي، تأثر به العالم وأثار العديد من التساؤلات والشائعات حول ملابسات وقوع الحادث دامت طيلة 31 سنة، وتأثر به العالم.