وائل جسار فنان لبناني ذات صوت قوي، يثني عليه الجمهور من مختلف البلدان العربية، لديه قدرة على التنوّع من بين أغنياته التي يطلّ بها على جمهوره، غنّى جميع أنواع الأغاني فتنوّعت ما بين الرومانسية والدينية.
في موسم الصيف الحالي، قدّم العديد من الحفلات، سواء كانت داخل وطنه لبنان أو خارجه، ولكنه يستعدّ حاليّاً لختام موسم حفلاته الصيفيّة.
موقع "نواعم" أجرى حواراً مع الفنان اللبناني وائل جسار، كشف خلاله عن حفلته التي يستعد لإحيائها في قطر خلال شهر أيلول/سبتمبر الجاري، وعن السبب وراء رغبته في الغناء هناك، خاصة وأن الدول العربية صنّفتها دولة إرهابية وقاطعتها، كما تحدث وائل عن عدة أمور أخرى، منها تقديمه للعديد من الأغاني باللهجة المصرية، وتركيزه على أن يقدم أغاني كثيرة باللهجة اللبنانية خلال الفترة المقبلة، إليكم التفاصيل في السطور التالية.
بانتهاء حفلات عيد الأضحى، هل أنهى وائل جسار موسم حفلاته الصيفية أم ما زال لديه أخرى؟
لا لم ينتهِ موسم الحفلات بالنسبة إلي حتى الآن، فأنا أستعد خلال هذه الفترة لحفل جديد، سأقدمه في قاعة "السيليا" داخل فندق "غراند حياة الدوحة" في دولة قطر، وسيكون ذلك يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
أغلب الدول العربية ترى "قطر" دولة إرهابية وقاطعتها أخيراً، ما هو السبب وراء رغبتك في الغناء هناك؟
أنا حريص على أن أغنّي بصوتي لكل الجمهور في مختلف البلدان، بالمناسبة أنا أضع في اعتباري مسألة مقاطعة قطر، لكن إن افترضنا أن قطر دولة إرهابية، فهي دولة يعيش فيها العديد من الجاليات العربية الذين ترجع جنسيتهم إلى بلدان أخرى، ولكن بالنسبة إليّ أنا أراها دولة عربية، يعيش فيها مواطنون عرب، لذلك سأغني هناك، وبالطبع أتمنى أن يكون الحفل ناجحاً.
لو خيّرت أن توجّه رسالة إلى الدول العربية، فماذا ستكون؟
أنا أتمنى أن تتضامن كل الشعوب العربية للوقوف ضد عدوّنا وأن يسود السلام في العالم العربي أجمع، وأتمنى أن يكون الأمن والأمان عنوان كل الدول العربية، في النهاية نحن مطربون نقدم أصواتنا لوطننا، ولكن هناك من يقدّم روحه وحياته فداءً للوطن، فإنني أرى أننا لا نساوي نقطةً في بحر من يضحّون بأرواحهم.
اتهمت من قبل بأنك تقلّل من الغناء باللهجة اللبنانية؟
فعلاً انتُقدت كثيراً بسبب هذا، لكنني حالياً أركّز على الغناء باللهجة اللبنانية، بدءاً من أغنيات "جرح الماضي" و"بعدك بتحبو"، و"بحبك" و"بتسأليني"، وهي لشعراء وملحّنين لبنانين، فأنا أرى أنني في مرحلة جديدة، وأحرص على إيصال الأغنية اللبنانية إلى كل البلدان التي أحيي حفلاتي فيها، والحمد لله تمكّنت من ذلك وانضممت إلى من سبقوني في هذا المجال.
وما هو سبب هذا الاتهام برأيك؟
السبب أنه كانت أغلب أغنياتي باللهجة المصرية، وبالمناسبة ألبومي الأخير "عمري وذكرياته" يتضمن أكثر من أغنية مصرية، فمصر غالية بالنسبة إليّ، والجمهور والشعب المصري في قلبي دائماً، ولا أنسى أن هذا الجمهور وهذا البلد كان من ضمن الأسباب الرئيسة التي أسهمت في دعم مسيرتي الفنّية.
أغلب أعمالك في مصر كانت مع الشاعر نبيل خلف والملحن وليد سعد، هل تفضّل العمل مع أشخاص معيّنين، ومَن من لبنان تفضّل العمل معه؟
بالفعل غالبية أعمالي كانت معهما، ولكني تعاونت أيضاً مع الشعراء أيمن بهجت قمر وهاني عبدالكريم وأيمن عبدالله، ومع الملحّنين محمود خيامي ومحمد يحيى، وقدّمت معهم أعمالاً ناجحة، وتميّزت مع كثير من الملحّنين في لبنان منهم، صلاح الكردي وبلال الزين ومحمود عيد.
أين وائل جسار في مجال التمثيل، وهل من الممكن أن نراه في عمل سينمائي أو درامي قريباً؟
كنت متردّدا من قبل، ولكن أخيراً في فيديو كليب "استقالة حبي"، الذي أخرجته المخرجة رندلى قديح، وجدتُ نفسي قادراً على التمثيل، والفضل في هذا يرجع إلى رندلى التي شجعتني وأنا الآن لستُ متردّداً في دخول مجال التمثيل، وإن عُرض عليَ سيناريو ووجدت نفسي فيه، سأوافق وسأخوض التجربة.
لماذا اخترت أن يكون ابنك على غلاف سي دي ألبوم "عمري وذكرياته"؟
لأن ابني يذكّرني ببداياتي الفنية وطفولتي، إلى جانب أن اسم الألبوم "عمري وذكرياته"، فمن يتصدّر غلافه غير ابني؟!
ابنك اسمه وائل، لماذا سمّيته على اسمك؟
هي كانت رغبة زوجتي، وأنا وافقت عليها، وهذا يدلّ على حبّها لي، كما أن هناك نجوماً سبقوني في هذا مثل، وليد توفيق، والراحل ملحم بركات.
في أربعينيات عمرك وبعد مسيرة بدأتها قبل عمر الـ10 سنوات هل تشعر بضرورة تقديم أعمال تختلف عن السابق؟
طموح الفنان يسبق ما وصل إليه، أنا راضٍ والحمد الله على ما وصلت إليه، إنما طموحي أكبر بكثير خاصة في عمري هذا، أرغب في إيصال رسائل من خلال صوتي وعبر مواضيع اجتماعية بالتحديد، هذا إلى جانب المواضيع العاطفية. الروتين قاتل للفنان والتجديد يفرض أن يكون عنواناً في مسيرته، كما أن التجديد يجذب الجمهور ليواكب الفنان ويتقبّل أعماله.
إلى جانب عقل الفنان، فهو حصيلة بيئة حاضنة من شاعر وملحّن وموزّع، هل لا تزال تعيش هذه الأجواء؟
بالتأكيد، نحن فريق نعمل في قلب واحد، وهذا لا يمنع من التعامل مع شاعر وملحّن جديدين.
الفريق الذي حقّقتُ النجاح معه أستمرّ إلى جانبه بالقلب والروح بهدف تقديم كل جميل للناس، في عصرنا هذا النجاح لا يعود للفنان فقط، بل يستند إلى مجموعة تدعمه في الكلام والألحان والتوزيع، وهؤلاء يُفترض أن يعملوا كشخص واحد لتحقيق النجاح.
تميّزت بالأغنية الدرامية الطويلة ذات الحكاية والسرد، ألا يتفق إحساسك مع الأغنية القصيرة؟
أنا بصدد تحضير أغنية إيقاعية سريعة جميلة باللون المصري عنوانها "عشقتها"، وهي من ألحان وليد سعد وتوزيع عادل عايش.
هل تحتاج الأغنية الطويلة إلى إحساس مختلف من الفنان؟
أكيد لكل نوع أغنية إحساسها وطريقة أدائها. الأغنية القصيرة لا تتيح التعريب، أما الأغنية الطويلة تسمح بالتعريب بنحوٍ غير محدود.
أغلب أغنياتك تتضمن شجناً عاطفياً، أليس الحب فرحاً؟
ليس بالضرورة أن يكون الحب فرحاً على الدوام، لا أعتقد أن أحداً لم يعان خلال الحب، جميعنا يحمل قصة أو قصصاً أوصلته إلى الدمار. لا أتمنى لأحد أن يصل به الحب إلى هذه الدرجة، إنما لا يخلو الأمر من أن يكتشف المرء عكس توقعاته كلياً من حكاية حبه، وهنا يقع الوجع والعذاب.
أليس من الأفضل صرف النظر عن حبٍّ من هذا النوع؟
بدون وجع في رأيي لا حبّاً حقيقياً.
غنّيت رباعيات في حب الله وفي حضرة المحبوب، المسيح والحنان والبشارة يا مريم، كم أصبح حجم طلب الغناء الديني في الوقت الراهن؟
الطلب كبير، ومطلوب أن نصلي كثيراً، من لا يحب اللجوء إلى الخالق؟ّ! هي رسالة أنجزتها وحقّقت نجاحاً من خلالها لأن الناس أحبّتها وتقبّلت هذا النوع من الغناء.
لاقى الغناء الديني الكثير من الترحاب الشعبي، ومن بعدي كرّت السبحة وغنّى آخرون هذا النوع من الغناء.
أين أنت من الغناء الوطني؟
اقتصر غنائي الوطني على أوبريت وطني عربي جامع شارك فيه الراحل وديع الصافي والكثيرون من الفنانين، كما شاركت في أوبريت خاص بفلسطين إلى جانب مجموعة من الفنانين، وقدّمت عدة أغنيات وطنية لمصر، لكني وبصراحة أرى أني مقصّر في الغناء الوطني للبنان، إنّ دمّنا وروحنا فداءً للبنان.