التفاؤل ليس من الصفات التي تأتي بالفطرة مع الإنسان، ولكنها مسار طويل ينشأ الناس عليه وخاصة الأطفال، ليتمكنوا من رؤية الحياة بنظرة إيجابية. إن تدريب الأطفال وتنشئتهم على التفاؤل أمر مهم جداً لأنه لا يعلمهم أن يروا الجزء الممتلئ من الكوب فحسب، بل أيضاً يعزز قوتهم في مواجهة المواقف التي تسبّب الإحباط والكآبة. في ما يلي، إليك بعض النصائح التي تساعدك على تنشئة طفلك على التفاؤل.

الثقة بالنفس

يقول الخبراء إن التفاؤل أو التشاؤم ينمو لدى الأولاد منذ طفولتهم، لأنهم يكتسبونه من المصاعب التي يرونها حولهم، فضلاً عن الطريقة التي يعتمدها الأهل لانتقاد أنفسهم وما يجري من حولهم وحتى أولادهم. كأم وأب، يجب أن تحذرا من الكلمات التي تقولانها أمام الأولاد وخاصة إن كانت عنهم، إذ يمكن لكثير منها أن تؤثر على ثقة الولد بنفسه وأن تولد لديه مشاعر سلبية حيال نفسه وحيال قدرته على تصحيح الأمور وإعادتها إلى نصابها بعد أيّ خطأ يرتكبه.

النجاح والفشل

يُعدّ الأشخاص المتفائلون أيّ نجاح أو فشل بمثابة فرصة يتعلمون منها. أما بالنسبة لطفل متشائم، فيمكن حتى أن يظن أن نجاحه جاء بالصدفة وأن جهوده لا علاقة لها به، فماذا إن واجه حالة من الفشل؟ لتساعد طفلاً متشائماً على النظر إلى الفشل بشكل متفائل، يجب أن تقنعيه بأن هذه الحالة هي تحدّي يجب أن يواجهه بكل ضراوة.

ماذا يجب أن تفعلي لمساعدة طفل على التفاؤل؟

بالإضافة إلى التعبير عن فخرك بطفلك عندما ينجح في أمر معين، يجب أن تفهميه أن السلبيات التي يمكن ان يواجهها هي أدوات يتعلم منها. كما يمكنك أن تصرّي عليه أن يرافق الأشخاص ذوي الطباع المتفائلة، لأن الأشخاص الذين  يتفوّهون بالسلبيات والذين يحبون الخلافات هم في أغلب الأحيان أشخاص متشائمون. من الضروري جداً أيضاً أن تعلّمي ولدك ألا يشعر بالذنب لكل خطأ يحصل معه، بل اشرحي له أنه في مرحلة تعلم، وأنه شيئاً فشيئاً سيصبح قادراً على التحكم بحياته وبالأمور التي قد تحصل معه ليشعر بالثقة بدل أن يشعر كأنه ضحيّة لا يستطيع فعل شيء.

التفاؤل الزائد، هل يمكن أن يتحوّل إلى سذاجة؟

يجب على الأهل ألا يخلطوا بين الإيجابية والسذاجة، إذ إن تعليمه التفاؤل لا يعني أن يغمض عينيه وأن ينتظر الأمور لتحلّ من تلقاء نفسها، بل على العكس، التفاؤل والإيجابية يعنيان أن تربّي طفلاً يتخذ الخطوات اللازمة ليحل مشاكله لا أن يضعها جانباً بانتظار أن تتحسن مع الوقت.

احرصي على زرع التفاؤل في أطفالك