بالنسبة إلى التاريخ،  مئة عام ليس رقماً ضخماً، ولكن خلال تاريخ الموضة، يمكننا رصد التغييرات الضخمة التي حدثت، واختلاف أذواق النساء وميولهن واحتياجاتهن، من الكورسيه الضيّق على الخصر، إلى الملابس العملية الواسعة والمريحة.

 في السنوات الفاصلة، كانت هناك تحوّلات كبيرة في التكنولوجيا، والسياسة، والثقافة، والأعراف الاجتماعية ، وعكست الموضة ذلك في دورة اتجاهاتها المتغيّرة باستمرار. من الكعب العالي العريض في السبعينيات وحتى البيكيني ذي الخصر العالي في أربعينيات القرن العشرين، هذه القطع لا تزال مصدر إلهام المصممين اليوم.  فدعينا نلقي نظرة على الصيحات الأكثر نفوذاً منذ القرن العشرين وحتى اليوم.

عام 1900: الكورسيه الضيق (مشد الخصر)

شهدت الفترة الإدواردية إدخال مشد "S-bend"، لتحديد الجسم والخصر، لكنه كان غير صحي على الإطلاق، إنما يناسب العصر الذي يطالب المرأة بأن تأخذ شكل الساعة الرملية المثيرة،  وفوقه ترتدي المرأة الحلل والتنانير الطويلة والكنزات الصوفية.

1910: تنورة The Hobble

في هذه الحقبة قُصّرت التنانير إلى الكاحل، لكنها كانت ضيقة جداً لدرجة أن المرأة أحياناً كانت تتعثر أثناء مشيها، لكن في هذه الحقبة لا تزال الأحذية العالية الرقبة مع الأربطة والمعاطف موجودة في خزانة كل امرأة.

1920: الريش والأكسسوارات والفستان الأسود القصير

يمكن التعرّف إلى ستايل العشرينيات بسهولة من خلال الفساتين ذات الخصر المسترخي، والتصاميم المزخرفة بالخرز، والأكسسوارات المزينة بالريش، اتجاهات العصر تمتّعت بجاذبية دائمة. كما قدمت Coco Chanel في هذا العقد الفستان الأسود الصغير الذي جمع بين البساطة والأناقة، وبدلاً من أن يكون اللون مرتبطاً بالخدم أو الأرامل ، أصبح الأسود أنيقاً.

1930: الأناقة الهوليوودية

بينما كانت أميركا تترنّح من الكساد العظيم، أصبحت الشاشة الفضية مكاناً للهروب. هناك، أبهرت أيقونات الأفلام مثل Bette Davis و Jean Harlow و Joan Crawford الجماهير بفساتين ساحرة مصممة خصيصاّ. وكانت القصات طويلة وضيّقة تحتفي بالجسم الأنثوي.

1940: البيكيني

جراء عقوبات الحرب، تزايدت شعبية ملابس السباحة المكوّنة من قطعتين، نتيجة تقنين النسيج الذي فرضته الحكومة الأميركية منذ عام 1943. بعد ثلاث سنوات، قدم المصمم الفرنسي لويس ريارد البيكيني الذي نعرفه اليوم.

1950: النيولوك

في عام 1947، طرح كريستيان ديور مجموعة "نيو لوك" التي ستجسّد شكل الموضة لعقد كامل، الفساتين ذات الخصر الضيق، وتنورة من طبقات التفتا الضخمة، تصاميم أنثوية رقيقة وناعمة.

1960: التنانير القصيرة جداً

ظهرت الحركات النسائية وارتدت النساء التنانير القصيرة جداً، حتى أنهن طالبن علامات مثل ديور بتصميمها في مظاهرات حاشدة، وقال المصمون إن لم نقصّر التنانير فستقصها النساء بالمقصات.

1970: الكعب العالي العريض

أصبح الجينز أوسع، والكعب أطول، وغمرت الأقمشة الاصطناعية متاجر الأزياء خلال السبعينيات. في نيويورك، ظهرت صيحة الديسكو  بقيادة Vivienne Westwood و Malcolm McLaren.

1980: الليغينغ

في الثمانينيات، بدأت تتشكل الموضة كما نعرفها اليوم، ومالت النساء إلى الملابس العملية التي تبرز قوتهن ووصولهن إلى مكانة كبيرة في المهن المختلفة، ظهرت الليغينغ اولاً كقطع للتدفئة، ثم ارتدتها النساء بجرأة في كل وقت وكل مكان.

1990: المينيماليزم

بدأ الشباب يتجهون إلى البساطة في اختيار ملابسهم، النساء بتن أكثر ميلاً إلى الفساتين البسيطة والدرجات المحايدة، وظهرت علامات عصرية مثل مارك جايكوبس بتصاميم التيشيرت الواسعة والطبعات الزهرية.

2000: البذلة الرياضية

كانت الألفية الثانية بمثابة انقلاب في عالم الموضة، ظهرت النجمات بالبذلات الرياضية في إطلالاتهن اليومية وتصوير أعمالهن الفنية مثل جنيفر لوبيز وبريتني سبيرز. إلى جانب الطبعات الغرافيكية على التيشيرت، والحقائب مع اللوغو الضخم.

2010: الملابس العملية

بعد كل هذه العقود، يأتي وقت الملابس التي جاءت لتبقى، السراويل الجينز، والأحذية الرياضية، والملابس الرجالية من سترات البلايزر والقمصان الكلاسيكية، هذه هي الصيحة التي تناسب امرأة هذا العصر، بإيقاعها السريع وحياتها الحافلة وحبها للأناقة.