ما إن يتردد اسم لولو الحسن، حتى يقترن بعالم تصميم الأحذية النسائية ذات الفخامة والرقي. فلم يكن في مخيّلة لولو أن تدخل في عالم تصميم الأحذية من أوسع أبوابه، بعد أن كان للصدفة دور فيه، وهي التي بدأت مسيرتها الأكاديمية بدراسة الأدب الإنجليزي، قبل أن تشد الرحال إلى أميركا لدراسة تقنية المعلومات، ثم إلى إيطاليا، فمدينة الضباب لندن لتَعلُّم مهنةٍ لطالما داعبت مخيّلتها منذ الصغر، وهي كيفية صناعة الأحذية وطرق تنفيذها، ثم تأسيسها علامتها.
لطالما كانت الفنون جزءاً من حياة لولو منذ نعومة أظفارها، عندما كانت ترسم الأحذية على الورق وهي طفلة صغيرة مُفعمة بالطموح، حيث كل لحظة تُثير في خيالها فكرةً ما. تُشكّل اللمسات الرقيقة والأساليب الرفيعة والمواد الطبيعية بعضاً من التفاصيل المبتكرة التي تعبّر عن التزام لولو بإحداث مزيد من الإبداع والتطور فيما تصنعه من أحذية تداعب الحواس الخمس، فكل حذاء هو قطعة موسيقية حالمة، أو لوحة طبيعية، أو قطعة قماش تلمسها الأنامل قبل أن تمتطيها الأرجل.
يكمن سر نجاح لولو في إخلاصها الشديد لمهنتها، وذوقها الشخصي، وحريتها في التعبير بجرأة عن مكنون الجمال، من خلال تصاميم ذكية تزخر بخيارات المواد والألوان، فهي لا تعشق لوناً بعينه، فالأمر لديها بوصفها مصممة بارعة مرتبط بالمادة التي يُصنع منها الحذاء وبشخصية صاحبته، ولكن يروقها اللون المخمل باللون الأخضر الغامق، والساتان باللون الأسود، والأزهار الليلكية، والسماء الزرقاء، والبحر الرمادي، والأسود، والذهبي، والبيج لون البشرة. هو إذن عالم نابض بالألوان مثلما ينبض بالطموح.
هناك كوكبة من روّاد صناعة الأحذية حول العالم كان لهم دور بارز في مسيرة لولو، إذ استلهمت منهم مهاراتها وعززت معارفها وخبرتها في عالم تصميم وصناعة الأحذية ومن بينهم شارلوت أوليمبيا ومانولو بلانيك، حيث يوجد تأثير لهؤلاء في أعمالها التي تمزج بين الأناقة والجرأة.
وتطمح لولو إلى منح كل امرأة عصرية منتجاً محترماً وذا قيمة تدوم طويلاً، يعبّر عن شخصيتها، وتنصحها باختيار الحذاء الذي ينبض له قلبها، فتقع في غرامه من أول نظرة، وأن تكون سعيدة بما تنتعله، وتدرس شكل قدمها وتتفهّم احتياجاتها قبل اختيار الحذاء، إنها تريدها أن تكون هي، وأن ترتدي فقط ما يتلاءم مع مظهرها، أكثر من انسياقها وراء الموضة.
لقد أتقنت لولو فن صناعة أحذية الكعب العالي التي تفضلها النساء السعوديات، حتى أضحت هذه النوعية من الأحذية أسلوباً طاغياً يعبّر عن أنوثة المرأة. ولكن ما هو التأثير الحقيقي لهذا الأسلوب؟ ولماذا يهفو قلب كل امرأة سعودية لانتعال أحذية الكعب الطويل؟ تكمن الإجابة داخل عالم لولو بكل ما يحمله من غموض وأسرار!