يؤكّد المصمّم اللبناني زهير مراد Zuhair Murad أن إرادة الحياة أقوى بكثير من الموت. هو الذي خسر كلّ شيء من مشغله إلى أحلامه في ثوانٍ جرّاء انفجار الرابع من أغسطس الذي هزّ العاصمة بيروت، نفض عن نفسه وعن تصاميمه ركام الموت والدمار في تشكيلة ربيع وصيف 2021 التي عملَ على تقديمها بجهودٍ مكثفة وساعات عملٍ متواصلة في الوقت المحدّد.
استلهم المصمّم اللبناني من أعمال الرسام الفرنسي هنري روسو الذي اشتهر برسوم المناظر الطبيعية للواحات والغابات الفاخرة لتكون مجموعة ربيع وصيف 2021 بمثابة استعارة لأحلامنا المحبطة الحالية للسفر والرحلات التي قد لا تتحقّق في القريب العاجل. فُسّرت أعمال الرسام الفرنسي في سلسلة من المطبوعات المستخدمة على القطن الناعم لابتكار فستان ملفوف لطيف ومعطف الـ Trench للنهار، أو على فساتين السهرة مع أوراق الشجر المتموّجة المطبوعة باللون الأسود على قماش التافتا العاجي.
لفتتنا الزخارف الزهرية بألوان متدرّجة كألواح مكرامية على قطن أبيض مائل للصفرة، وكانت لافتة للنظر بنحو خاص عند تكرارها على شكل بذلة.
أعادت الفساتين والبلوزات المصنوعة من الشيفون والكريب المطبوع مع إدخالات من الدانتيل الغرافيكي المتميزة والنقوش التي تجسّد تطريزات الزهور الملوّنة التي يشتهر بها مراد. لوكات المونوكروم باللونين الأسود والأبيض كان لها حصّة الأسد في التصاميم التي جسّدت العملية الفاخرة والأنيقة في المعطف الطويل أو جاكيت البلايزر التي تحوّلت إلى فستانٍ قصير مع الأزرار الذهبية والسروال بالفتحة على الساقين، أو توبات الدانتيل المشغولة يدوياً بحرفية عالية مع ربطات الفيونكا عند منطقة الخصر.
أما بالنسبة إلى إطلالات السجادة الحمراء التي نتوق إليها كثيراً والتي تبحث عنها نجمات هوليوود في تصاميم زهير مراد، فقد كان هناك فساتين مطرزة بألوان زاهية ومجموعة من الخياطة باللون الذهبي المتلألئ التي أخذتنا إلى أجواء الثمانينيات.
باليت الألوان كانت غنية، بدءاً من اللون الأسود إلى اللون الأبيض واللون الأخضر بتدرّجات عدّة والفوشيا واللمسة الذهبية الميتاليكية.