وداع بلا ضجيج: ديمنا يترك بالنسياغا وهمس الأناقة يملأ المكان

وداع بلا ضجيج: ديمنا يترك بالنسياغا وهمس الأناقة يملأ المكان

Norah Naji by 23 Hours Ago

في عرض أخير يشبه الهمس أكثر من الصراخ، ودّع المصمم الجورجي ديمنا دار بالنسياغا، مغادرًا منصتها بهدوء لم نعتده منه. بعد سنوات من الابتكار المتمرّد والإطلالات الصادمة، جاء هذا الختام بلا بهرجة، بلا مبالغة، لكنه كان مشبعًا بالنضج، والأناقة الصافية، والإخلاص للحرفة.

حكاية وداع لا تشبه البدايات

بينما اعتدنا من ديمنا عروضًا تهزّ مفاهيم الفخامة، جاء هذا العرض محملًا بلحظات شخصية صامتة. أسماء أصدقائه تُتلى همسًا في الخلفية، وأغنية "No Ordinary Love" التي حملت معه ذكرى طفولته، بدت كرسالة شخصية: "هذا الحب الاستثنائي الذي منحتني إياه الموضة".

بساطة معمارية وصنعة لا تُرى

ابتعد العرض عن الصخب البصري المعتاد، ليقدّم معاطف ترانش محددة الخصر، وبدلات ذات أكتاف منحنية بتقنيات هندسية، وفساتين مطرزة بمهارة داخلية لا تحتاج إلى دعامات ظاهرة. الأزياء هنا لم تكن لتلفت النظر بخاماتها الغريبة، بل بدقّتها وصدقها، لتثبت أن الحرفية الصامتة قادرة على ترك الأثر الأعمق.

أجساد الأزياء.. لا أزياء الأجساد

في مشهد يلخّص فلسفة ديمنا، ظهرت سترة توكسيدو واحدة على لاعب كمال أجسام مفتول العضلات، ثم على عارضين ذوي قامات نحيلة، بينهم شريكه لوئيك غوميز، لتؤكد أن الجسد يمنح الثوب هويته، لا العكس.

الدراما هنا.. دون أن تصرخ

مرّت لحظات مسرحية على المنصة: كيم كارداشيان بمعطف فرو ضخم، عارضة تجسّد شخصية ديزني غريبة، حضور لتيمات قوطيّة تستلهم "عائلة آدامز" بألوانها الباهتة وملامحها الجامدة، لكنها لم تكن دراما مفتعلة، بل مثل لحن خلفي يُكمل الأغنية ولا يعلو فوقها.

أرشيف حي على المدرّج

حضر العرض ضيوف رافقوا ديمنا خلال سنواته الثورية: ليزا رينا بمعطف باركا أزرق عملاق، كايتي بيري بفستان أسود هندسي، فريدريك روبرتسون في بدلة من التعاون مع غوتشي. لم يكن حضورهم عابرًا، بل أشبه بتذكير بأن ديمنا، الذي ودّع بالنسياغا، يتهيأ لبدء صفحة جديدة مع غوتشي في مارس القادم.

لوحة وداع بشجاعة الصمت

لم يكن هذا العرض مجرد ختام مرحلة، بل كان لوحة وداع من مصمم أدرك أنه لم يعد بحاجة للصراخ كي يثبت نفسه. بدأ ديمنا رحلته مع بالنسياغا بالمبالغة والتمرد، لكنه اختار أن يغادر بهدوء، بثقة من لا يحتاج إثبات أي شيء إلا لنفسه. عرضٌ لم يكن مجرد نهاية، بل بداية جديدة بأسلوب أكثر نضجًا وجمالًا.. وأكثر هدوءًا.

 

إضافة التعليقات

.