بوتيغا فينيتا مع لويز تروتر: بداية عهد يتأرجح بين الأصالة والتجريب

بوتيغا فينيتا مع لويز تروتر: بداية عهد يتأرجح بين الأصالة والتجريب

Norah Naji by 15 Hours Ago

كان أول عرض لويز تروتر لدار بوتيغا فينيتا في ربيع وصيف 2026 بمثابة إعلان نوايا أكثر منه مجموعة مكتملة. العرض لم يقدّم هوية نهائية للدار بقدر ما فتح باب الأسئلة: كيف يمكن للحرفية التاريخية أن تصبح لغة حديثة؟ وكيف يمكن للمواد التقليدية أن تنبض بمستقبلية مدهشة؟

الحرفية كمنطلق جديد

اختارت تروتر أن تبدأ من قلب بوتيغا فينيتا، من الحرفية التي لطالما شكّلت توقيع الدار. لكنها أعادت صياغتها بذكاء، محوّلة المعطف الـIntrecciato إلى سطح حيّ يحاكي حركة الضوء، فيما تحوّل الرداء المنسوج بشرائط جلدية رفيعة إلى قطعة تمزج بين النحت والموضة. هذا الحس الدرامي توازى مع لمسات شاعرية مثل معطف الجلد الأزرق المزيّن بالريش، الذي بدا كقصيدة خفيفة مكتوبة بلغة الجلد.

المواد بين الخيال والمستقبل

الابتكار ظهر جلياً في التنانير المتحركة والفساتين المزيّنة بالشراريب، لكن المفاجأة كانت في الكنزات المحبوكة من ألياف زجاجية معاد تدويرها، تلألأت تحت الأضواء بألوان نارية ومعدنية. خطوة أثبتت أن تروتر لا ترى الفخامة بمعزل عن الاستدامة أو الجرأة المادية.

التوازن بين القوة والنعومة

قصّات العرض عزّزت من ثنائية الحضور: أكتاف عريضة وسراويل ضخمة كادت تبتلع القامة، في مقابل فساتين حريرية خفيفة بأشرطة متدلّية تنسج أنوثة مرنة. التناقض لم يكن عشوائياً، بل مقصوداً، يضع القوة في مواجهة الرقة ضمن لعبة توازن جديدة.

إرث مُعاد تعريفه

حتى في الإكسسوارات، برز الحوار بين الماضي والحاضر: إعادة تقديم حقيبة American Gigolo بحجم أكبر ونقاء تصميمي بدت كرسالة شكر للتاريخ مع دعوة للتجدّد. لم يكن العرض إذن محاولة لإعادة اختراع كاملة، بل عملية معايرة دقيقة لبوصلـة الدار.

خلاصة الافتتاح

ما قدمته تروتر هو بداية واثقة: ليست ثورة، بل وعد. وعد بموضة تحترم جذور بوتيغا فينيتا وتعيد تدويرها بلغة الجلد، الريش، والألياف الزجاجية. عرض قدّم نفسه كجسر بين الأمس والغد، واضعاً الدار على طريق مرحلة أكثر وعيًا وانفتاحاً.

إضافة التعليقات

.