اتركي الأمر لكارل لاغرفيلد ليدخل الجذور السينمائية في عملية استحضاره لباريس في قلب روما، ليبتكر مفرقعات من الموضة الفخمة لشانيل وفي فترة دقيقة للعاصمة الفرنسية بعد أن تمزقت بالحزن إثر اعتداءات الثالث عشر من نوفمبر. وفي هذا الصدد، صرّح كارل لاغرفيلد: "لم أكن أعلم حين بدأنا فكرة باريس في روما بأنه سيكون الوقت الافضل لعكس صورة مثالية رومانسية لباريس بينما باريس اليوم في الحقيقة هي عكس المدينة الرومانسية" وأضاف: "إنه لامر لا يصدّق، أليس كذلك؟".
قدّم عرض Chanel Metiers d’Art أمس مساءً في استديو Cinecittà film studio No. 5 الشهير عاكساً شارعاً باريسياً قديماً، على جانبيه متاجر لبيع الأجبان ومخابز وبار لأكل المحار وبالطبع، سينما، حيث سارت في وسطه العارضات بلوكات في غاية الشياكة بلوحة ألوان غلب عليها اللونان الاسود والابيض. الديكور كان اشبه بتكريم لمصمّم الإنتاج الراحل الفرنسي Alexandre Trauner الذي اشتهر بتصميمه ديكورات سينمائية لاهم الافلام في ثلاثينيات وأربعينات القرن الماضي.
قدم كارل العرض الأول لفيلم Once and Forever، مدته 11 دقيقة وقد أخرجه بنفسه وهو من بطولة كريستن ستيوارت. أما العرض الذي قدّم مجموعة ما قبل الخريف والذي جاء ذا طابع سريالي تقريباً، فمثل الفيلم، جاء ذا حبكة دقيقة ربطت بين غابرييل شانيل وعالم السينما والمدينة الازلية باريس. وقد عبّر كارل عن ذلك قائلاً: "إنه اشبه بفتاة فرنسية تزور روما في سترة شيك مع بعض اللمسات الخفيفة المستوحاة من الكرادلة. ولكنها كلها تتمحور حول باريس، لا حول روما ولا ألتا مودا. فهذا لا علاقة له بالقديسين".
المجموعة عكست روحاً ناعمة حالمة مع فساتين منسدلة وتوبات ذات اكمام واحدة وفساتين جلدية قصيرة، حيث مزجت الدار بينها وبين الروح الذكورية من خلال سترات رجالية. كذلك، خطفت أنفاسنا في التشكيلة الفساتين الدقيقة المصنوعة من الدانتيل مع ومضات من ريش النعام البنفسجي فعكست روحاً راقية وجذابة في آن واحد. كرم المصمم من خلال المجموعة أنواعاً اخرى ايضاً من الباريسيين مثل البرجوازيين الذين يرتدون الياقات والاكمام البيضاء وفتيات المدارس الراقيات في ملابس من التويد الى ذوات الشخصيات القوية. القطع المحبوكة جاءت استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، وتحديداً التنانير ذات الكسرات مع أطراف من الدانتيل.
كريستن ستيوارت التي ارتدت سترة فضية لامعة وسروالاً جلدياً واسعاً صرّحت خلال العرض بأن كارل دوماً ما يفلح في تقديم ما يصل الى قلوب الناس عاطفياً وفي هذه الحالة قدم جاذبية باريس التي بدت اروع حين خلت من الألوان. ومن جهتها روني مارا اردفت قائلة: "احب فكرة ان العرض جاء بالابيض والاسود"، فيما حضر العرض عدد من الوجوه المعروفة مثل أميرة موناكو شارلين وآنا ديلا روسو وغيرهما.
تطلب فريق عمل شانيل 6 أسابيع لبناء الشارع الباريسي الذي أعادنا الى الستينيات وقد صرّح كارل بأنه كان يعشق السينما الإيطالية في الستينيات وقد استلهم بعض الأفكار من الممثلات الفرنسيات من تلك الحقبة مثل Romy Schnieder و Anouk Aimee اللتين ارتدت كل منهما تصاميم شانيل في الأفلام الإيطالية في الستينيات. أنهى المصمم العرض مع ابنه الروحي هادسون (الذي مثّل في إعلان تيفاني أند كو الحالي) ومع العارض المفضّل بالنسبة اليه Baptiste Giabiconi. وستصل هذه المجموعة الى كل أبواب شانيل في ايار المقبل!