سافر إيلي صعب بنا هذه المرة في رحلة مختلفة الى غابات الأمازون، فرافقتنا في عرضه لربيع 2018 الذي قدّمه أمس خلال أسبوع الموضة في باريس رموز من مصدر إلهامه، جاءت على شكل نقوش الأفعى التي افتتح بها العرض وتوزعت على عدد من اللوكات أيضاً، مروراً بأشكال الأوراق التي زيّنت عدداً من التصاميم وصولاً الى الألوان المشرقة التي استوحاها من حيوية ألوان الغابات.
فهذه المجموعة المفعمة بالإبهار تحتفل بالغابات الكثيفة وتتوغل في الأمازون التي يعتبرها المصمّم تحفة الطبيعة الخلابة الغنية بألوانها وتنوعاتها وتناقضاتها. فتستوحي الإطلالات زخارف من هذه الغابات النديّة على هيئة أوراق أشجار وألوان خضراء منعشة، وعشبها الرطب وأشجارها وأغصانها كما من كل ما يسكنها. تنعكس الطبيعة على الفساتين القصيرة والجاكيتات الجلدية الأنيقة التي تلائم المرأة العصرية التي تبحث عن العملية من دون المساومة على شياكتها، وفي فساتين السهرة الطويلة المتدفقة في انسياب تام تجد ملاذها بعد يوم طويل. طبقات متناغمة من الأقمشة والقمصان والبنطلونات الفضفاضة والتيشيرت والبلايزر، وتخريمات تنشر الشياكة على مدى المجموعة فتصنع منها تشكيلة الأحلام لكل من ترغب في التألق برقيّ أنثوي وقوة مثيرة من الصباح حتى المساء.
ككل، تبدو التشكيلة أشبه بغابة تتنفس وتتحرّك في تناغم لافت بين المواد والرسوم متخذة أبعاداً أنثوية ناعمة مع التطريزات والمشغولات الحرفية. وتتفجر الألوان المشرقة في عمق غابة الأقمشة الخضراء، لتظهر غنى الطبيعة وعناصرها: من الأصفر الساطع كشمس الظهيرة والأحمر الجذاب لزهرة الكركديه، الى أزرق الشلالات وزهرة الأوركيد والظلال البيضاء الناصعة. ويمتد تأثير الغابات الأمازونية ليشمل الحقائب الأيقونية لدى الدار التي ارتدت الجلود الفاخرة، وتزيّنت بالمعادن الذهبية، كي تتناسب وأسلوب المرأة العصري والمتجدد. وتزيد القبّعات الكبيرة والواسعة الملوّنة والنظارات المتضخمة، في الطابع المرح والحيوي لهذه المجموعة.
يجسّد إيلي صعب في مجموعته لربيع وصيف 2018 الروح الحرّة والجريئة لشجاعة امرأة اليوم، التي تشبه بانطلاقتها جمال الطبيعة البرية الأولى، قبل أن تنال منها يد المدنية.