
قد نندهش عند سماع عبارة حق الطفل في اللعب، ولكن في الواقع تم إعلان البيان الرسمي المتعلق بحق الطفل في اللعب من قِبَل جمعية اللعب الدولية في شهر تشرين الثاني من عام 1977م.
وجاء الإعلان في المادة 31 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل والتي تنص على أن الطفل له حق في الترفيه، واللعب، والمشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية. وبناءً عليه تم توضيح المقصود باللعب، وانعكاساته.
ان لعب الأطفال هو أي سلوك أو نشاط أو عملية يبدأها ويراقبها وينظمها الأطفال أنفسهم؛ ويحدث اللعب في أي زمان أو مكان إذا أُتيحت الفرص.
حق الطفل في اللعب و الترفيه
في بيان الجمعية، يتم النظر إلى اللعب على النحو التالي:
- الأطفال أساس وجوهر مستقبل العالم بأكمله.
- الأطفال يمارسون اللعب على مر الأزمان والثقافات وبمختلف الجنسيات .
- من الأمور الحيوية اللعب، والاحتياجات الأساسية؛ كالتغذية، والصحة، والمأوى، والتعليم، لتطوير شخصية وإمكانيات الطفل.
- المقصود باللعب هو التواصل، والتعبير، والجمع بين الفكر والعمل، وهو يعطي الارتياح والشعور بالإنجاز.
- ضرورة إدراك ان اللعب هو أمر غريزي، وطوعي، وعفوي لدى جميع الأطفال.
- اللعب يساعد الأطفال في تطوير قدراتهم المختلفة.
- يأتي في إتفاقية حقوق الطفل بشأن حق الطفل في الراحة ووقت الفراغ ومزاولة الألعاب وأنشطة الاستجمام، انه من الممكن للعب والاستجمام أن يحدثا عندما يكون الأطفال وحدهم أو مع أقرانهم أو مع بالغين يدعمونهم بشكل سليم.
- ليس هذا فقط بل يمكن أن يدعم نمو الأطفال بالغون يحبونهم ويعتنون بهم في علاقتهم مع الأطفال من خلال اللعب، فهذه المشاركة تبني الاحترام بين الأجيال، وتسهم في التفاهم والتواصل الفعالين بين الأطفال والبالغين، وتوفر فرصاً لتقديم الإرشادات والمحفزات.

حق الطفل في اللعب في الإسلام
حرص الدين الحنيف على أن الطفل له كل الحقوق منذ كونه جنينا في بطن والدته وحتى يكبر. وخلال مرحلة الطفولة هناك العديد من الحقوق التي يجب التمتع بها، ومنها حق اللعب.
يعتبر اللعب للطفل حاجة فطرية وأساسية لا يمكن الاستغناء عنها، فاللعب جزء من عملية البناء العقلي والجسمي، كما أنه الوسيلة التي تعمل على تطوير انماط السلوك للطفل، وتساعده على التفاعل الاجتماعي والتكيف و الانتماء، لذلك حث الدين على الاهتمام باللعب لما له من دور في نمو الطفل.
كما يعتبر اللعب المباح من أبرز حقوق الطفل المشروعة في الاسلام، فلا يجوز منعه من ذلك، بل إنّ من قواعد التربية الإسلامية أن يداعب الوالدان أبناءهما لسبع سنواتٍ، ويعملّوهم سبع سنواتٍ، ويصاحبوهم سبع سنواتٍ.
اهمية اللعب للطفل
- تشجيع روح الابتكار والمخيلة والثقة في النفس والكفاءة الذاتية، فضلاً عن القوة والمهارات البدنية والاجتماعية والمعرفية والعاطفية.
- هو شكل من أشكال المشاركة في الحياة اليومية وله قيمة جوهرية لدى الطفل، من حيث ما يوفره من متعة وبهجة .
- اللعب يحتل مكانة محورية أيضاً في اندفاع الأطفال العفوي نحو النمو، ويؤدي دوراً هاماً في نمو الدماغ، خاصة في السنوات الأولى.
- ييسر اللعب قدرة الأطفال على التفاوض واستعادة التوازن العاطفي وتسوية النزاعات واتخاذ القرارات ويعمل على تطوير المهارات.
- من خلال المشاركة في اللعب يتعلم الأطفال الممارسة؛ ويستكشفون ويختبرون العالم حولهم؛ ويعيشون أفكاراً وأدواراً وتجارب جديدة، ويتعلمون بذلك فهم وبناء وضعهم الاجتماعي في العالم.