
استثمار الوقت
الوقت من أهم العناصر القابلة للاستثمار والاستغلال في الحياة دون حدود أو قيود، لهذا فعدم إدارة الوقت واستغلاله عمدًا أو جهلًا احد أسباب تأخر العرب في العديد من القضايا وعلى رأسها قضية التنمية، التي تم طرحها من مفكري وعلماء العرب كثيرًا. ويستند قياس الوقت على قياس أوقات حدوث الظواهر المتكررة، مثل دوران الأرض حول محورها دوراناً ثابتاً، ومن خلاله يتم تحديد الوقت. وبشكل عام فالقائد الفعّال هو الذي يعلم كيف يستغل وقته، و يقوم بتوزيعه بشكل فعّال لتخطيط الأنشطة المستقبلية، بشكل إبداعي، ويقوم بتحديد الأنشطة اللازمة لأداء تلك الخطط أي الوقت التحضيري، والوقت اللازم للقيام بمهمة ما أي الوقت الإنتاجي. بينما على المستوى الإنساني لا بد لكل شخص أن يتعلم كيف يديره طبقاً لأولوياته وهدفه في الحياة حتى يستطيع الإستمتاع بالحياة التي تعاش لمرة واحدة فقط.
استثمار الوقت في الحياة
تعد الخطوة الأولى التي يجب أن يتخذها الفرد لاستثمار وقته في الحياة بشكل جيد هي معرفة أين يذهب وقته بالفعل، فقد يعتقد الشخص مثلاً أنه يقضي وقتاً قصيراً في إرسال رسائل البريد الإلكتروني أو متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن في الحقيقة هذا أكثر ما يلتهم الوقت، وبالتالي يجد الشخص نفسه في النهاية بلا حصيلة فعلية.
لهذا فأسهل طريقة لتتبع الوقت هي تحميل التطبيقات التي تساعد على تحديد فترة زمنية معينة لإنجاز أي مهمة، مع ضرورة معرفة الأولويات التي يستهدفها الفرد، ثم تحديد فترة زمنية معينة يراقب بها الشخص تصرفاته، ثم يقارنها خلال هذه الفترة. هذا سيساعد في التركيز على الإنجاز من دون هدر الكثير من الوقت، كما يمكن بعد ذلك الوصول إلى تقرير لمعرفة ما الذي يسرق الوقت، وباستخدام هذه المعلومات يمكن بعد ذلك إجراء التعديلات المناسبة.

استثمار الوقت وتنظيمه
أحد أهم أسباب ضرورة استثمار الوقت وتنظيمه هو خصوصيّة الوقت، حيث يُعَدُّ من الموارد الخاصّة التي لا يمكن تخزينها أو الاحتفاظ بها لاستخدامها فيما بعد، فالوقت هو الشيء الوحيد الأكثر عدالة في الحياة لأنّ لكلّ فرد مقدار الوقت ذاته، كما تتوفر العدالة أيضاً حتى في طريقة سيره وتماشيه مع البشر، حيث لا يستطيع أي فرد مهما كان منصبه استرجاع الجزء الذي لم يتمكّن من استغلاله بطريقة جيّدة منه. بجانب ذلك فيُعَدُّ الوقت من الموارد المحدودة، والمُتمثِّلة بأربع وعشرين ساعة في اليوم؛ لذا لا بُدّ من التخطيط؛ للاستفادة منه بحكمة. كما أن من ضرورات استثمار الوقت أن هناك الكثير من الخيارت المُتاحة أمام الفرد كلّ يوم، وبعض هذه الخيارات قد تحرفه عن مساره، وهدفه، ممّا يتسبَّب في هَدر الوقت في الأنشطة غير المُهمّة، والمُضيِّعة للوقت، والطاقة؛ ولهذا فإنّه لا بُدّ من التحلّي بالإرادة القويّة، والانضباط الذي يُحقِّق الهدف دون إضاعة للوقت والطاقة.