
بحث عن الاحترام
وضح الدين الإسلامي أهمية الإحترام ففي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا. حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وفي رواية أبي داود حق كبيرنا.
وهناك أيضاً حديث ميمون بن أبي شبيب -رحمه الله- أن عائشة رضي الله عنها مر بها سائل، فأعطته كسرة، ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة، فأقعدته، فأكل، فقيل لها في ذلك؟ فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزلوا الناس منازلهم. رواه أبو داود.
فالاحترام هو قيمة رفيعة لا يعيها إلا الإنسان الذي تلقى تربية حسنة، وعاش في ظل أسرة تحترمه هو ذاته كإنسان، ويعرف كل فرد فيها حقوقه وواجباته، فينشأ الأبناء على احترام الغير وإيفائهم ما يستحقون من التكريم.
بحث عن الاحترام المتبادل
يمكن تعريف الإحترام طبقاً لتعريفات الخبراء على أنه صفة إيجابية يستعملها الشخص في التعامل مع الاخرين، ويجب الاهتمام بنشر الاحترام والتقدير بين فئات المجتمع بغض النظر عن القيمة والمناصب ولكن مع الاحتفاظ بمهابة كل فرد، والنظر بعين الاعتبار إلى قيمة الأشخاص تحقيقاً لقول الرسول الكريم عن اعطاء الناس منازلها كما أمر، إلى جانب ذلك فإن إحترام الذات يترتب عليه إحترام الاخرين أيضا فعندما يحترم الإنسان نفسه فإنه يكون محبوبا من الاخرين وهذا هو جوهر تحقيق الاحترام المتبادل. ولعل الإحترام المتبادل بين البشر أيضاً هو دليل على رقي الشعوب وتقدمها وهو ما ينعكس على تطور الدول والمجتمعات الإنسانية.

بحث عن الاحترام بين الناس
أُمرنا في كل الأديان أن نعطي كل ذي حق حقه، فالوالد له حق، والكبير له حق، والأمير له حق، والمقدم في الناس له حق، وشيخ القبيلة له حق، ومدير المدرسة له حق، والمعلم له حق.
أمّا أن يظن الإنسان أن الناس جميعاً يعاملون معاملة واحدة، فيعامل التلميذ كما يعامل الأستاذ كما يعامل مدير المدرسة، كما يعامل مدير التعليم، كما يعامل شيخ القبيلة، كما يعامل والده، فإن ذلك ليس من الأدب، ولربما تعمده بعض الناس ظنًّا منهم أن هذا من القوة في الحق، فينبغي للإنسان أن يكون خطابه مع كل أحد بما يليق وما يصلح له، إذا كلم الصغير فهناك أسلوب مناسب، وإذا تكلم مع الكبير فهناك أسلوب مناسب، وهكذا يتعامل مع الناس كلٌّ بحسبه وهو جوهر التعامل والاحترام بين الناس.
الكلام مع العلماء ليس كالكلام مع العوام، والكلام مع أولي الفضل ليس كالكلام مع غيرهم، فيجب احترام جميع الناس وتقديرهم، والتأدب معهم، وأن يبتعد الإنسان عن الكلام الذي يسيء ويجرح ولا يعود بخير، ويورث الوحشة في النفوس والنفور بين البشر في المجتمع الواحد.