بحث عن المزاح وآدابه

بحث عن المزاح وآدابه

Rami Hamdi by 3 Years Ago

المزاح وآدابه

يحتاج الناس عموماً إلى المُزاح لتناسي همومهم وتخفيف الضغوطات الحياتية حولهم، كما يؤلّف المزاح بين القلوب ويُشعر الإنسان بالراحة النفسية، ويكسر حواجز الجديّة عند التواصل مع الأصدقاء وزملاء العمل. فالرسول صلى الله عليه وسلم سيد الخلق كان يمزح مع أصحابه، ولكنه كان لا يقول إلا صدقًا، فقد روي أن صحابته قالوا له: "يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ:  إِنِّي لاَ أَقُولُ إِلا حَقًّا". فالأصل في المزاح الإباحة بشرط أن يخلو من الحرام؛ كالكذب، والترويع، ونحو ذلك من ضوابط المزاح، وممازحة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه لم يكن للعبث، أو لمجرد الترويح؛ بل كان جزءًا من تربيته لأصحابه. ورغم ذلك يجب الحرص على عدم الزيادة به، فقد قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استُخف به، ومن أكثر من شيء عُرف به".

أنواع المزاح وآدابه

من المهم الإلتزام بآداب المزاح، ومنها ألا يقل عن الأدب، ودون التطاول في الآلفاظ كما هو متبع لدى الكثيرين. أيضاً يجب أن ألا يكون المزاح على حساب الدين كأن يذكر العلماء أو يستهزئ بالجنة أو النار. وأيضاً أن لا يكون المزاح فوق الحد المعقول وبكثرة وبشكل مستمر ودائم، فخير الأمور الوسط دون مبالغة حتى لا يتحول المزاح إلى نقمة. ومن الآداب أيضاً اختيار الوقت المناسب، فالناس تختلف نفسياتهم يوماً بعد يوم، فلا يجب أبداً المزاح مع شخص في همٍ أدركه، وحزنٍ تمكن منه، بل يجب احترام ظروف الاخرين.

أيضاً يمكن تصنيف المزاح إلى نوعين، مزاح محمود، وآخر مذموم؛ فالمزاح المحمود هو الذي لا يشوبه ما كَرِه الله تعالى، ولا يكون بإثم، ولا قطيعة رحم. وأما المذموم فهو الذي يُثير العداوة، ويُذهب البهاء، ويقطع الصداقة، ويُجرِّئ الدنيء عليه. وفي ذلك قال ابن حجر رحمه الله: "إن المنهي عنه ما فيه إفراط، أو مداومة عليه؛ لما فيه من الشغل عن ذِكر الله، والتفكر في مهمات الدِّين، ويؤول كثيراً إلى قسوة القلب، والإيذاء، والحقد، وسقوط المهابة والوقار، والذي يَسْلم من ذلك هو المباح فإنْ صادف مصلحةً؛ مثل تطييبِ نفسِ المُخاطَب ومؤانستِه، فهو مُستحب".

تعريف المزاح وآدابه

يمكن تعريف المُزاح بأنه يعني الهزل أو المداعبة وهو عكس الجدّ، وما يحمل في طيّاته الطُرفة والضحك. وفي تعريف آخر فهو ما يقوله الشخص من الكلام بغرض ملاطفة ومؤانسة من حوله، والغرض منه هو إدخال السرور على المحيطين، والتبسط في الحديث.

والغرض من المزاح هو إدخال السرور على مسلم. فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان كثيرًا ما يداعب الحسن والحسين، وكذلك زوجاته أمهات المؤمنين، وبالأخص السيدة عائشة -رضي الله عنها- فكان هذا من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم، في التعامل مع أهله.

إضافة التعليقات

.