تصاميم بمكعبات ليغو عملاقة تلهم قيم التسامح في دبي

تصاميم بمكعبات ليغو عملاقة تلهم قيم التسامح في دبي

Nawa3em by 2 Years Ago

مما لا شك فيه أن التصميم يحرك مشاعر الناس، بل يحدث تحولاً في مدينة بأكملها. واستحوذ تركيب مبتكر باستخدام مكعبات ليغو عملاقة على قلوب وعقول السكان على امتداد شارع الشيخ زايد، أحد أكثر الطرق السريعة ازدحاماً في دبي. ويقدم هذا العمل رسالة ملهمة للتسامح وإعادة التواصل في رمضان، تماماً كما يفعل الأطفال.

وكان هذا التصميم الذي لفت أنظار الكثيرين جزءاً من أحدث حملة نظمتها "ليغو" بعنوان "بناء الجسور" التي تم من خلالها استكشاف التقاليد الرمضانية من خلال عيون الأطفال. وفي هذا الوقت الذي يعاني فيه العالم من احتدام شدة الصراعات والانقسام والتباعد، تشجع العلامة التجارية الشهيرة للألعاب البالغين على إعادة التواصل مع صغارهم، بطرق أكثر انفتاحاً، وترسيخ قيم الصفح والتسامح بينهم.
 
لقد جذب التصميم على الجسر انتباه الكثيرين. وكانت المكعبات الكبيرة الملصقة على جانبه بمثابة تذكير للمرح والتسامح وإعادة التواصل، في رسالة تستفيد من قوة التصميم، ويمكن أن تساعد على تغيير السلوك.
إنها فكرة بسيطة ولكنها تحمل في طياتها رسالة عميقة. فالمكعبات نفسها بألوانها الزاهية وأحجامها الكبيرة تسترعي اهتمام الكبار، وتجذب الأطفال للاستمتاع باللعب فيها، تماماً كما يدور في أذهان المبدعين.
 
إن الفكرة الكامنة وراء تركيب بناء باستخدام المكعبات تمثل دعوة للكبار لبناء جسور كما يفعل الأطفال، لكن مع أهمية أن يتم ذلك بروح من المرح والإبداع والاستعداد للتسامح. إن المكعبات نفسها تحاكي الطرق التي نتبعها في إعادة بناء علاقاتنا بطريقة تشعرك بالمرح، وتذكرنا بإعطاء أنفسنا مجالاً للابتعاد على الالتزامات المرهقة لبعض الوقت.
 
وتحمل المكعبات الألوان القرميدية التقليدية من "ليغو" مظهراً مذهلاً خاصة في المناظر الطبيعية الممتدة. ويمثل كل لون عاطفة معينة أو جانباً مختلفاً من الطبيعة البشرية يجب الاهتمام به إذا أردنا بناء الجسور بدلاً من إقامة الجدران التي تفصل بيننا. فاللون الأحمر يمثل الحب، والأزرق يرمز إلى التواصل، والأخضر يعكس الطبيعة ، والأصفر يعتبر إحدى دلالات الفرح. وستكون هذه الألوان مألوفة لأي شخص سبق له أن مارس اللعب مع مكعبات "ليغو" ، لكن الرسالة تبدو أكثر عمقاً.
 
وفي هذا العالم الذي ننشغل فيه غالباً بحياتنا أو يسير بوتيرة سريعة جداً تصعب علينا بمجاراتها، تكون هذه الرسالة مؤثرة للغاية. إنها ليست مجرد إضافة جمالية للجسر، ولكنها تذكير قوي بأهمية التواصل مع الآخرين. وأصبح التصميم رمزاً لأهمية اللعب والتواصل، وعرض واضح المعالم حول كيفية تأثير التصميم على السلوك.
 
إنها ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها مثل هذه التصاميم للترويج لرسالة تشجع على التواصل والتسامح. وهناك العديد من الأمثلة على التصاميم الإبداعية التي تتجاوز شكلها الجذاب عندما ننظر إليها. وعلى سبيل المثال، يشجع تصميم قلب الحب في تايمز سكوير بنيويورك الزائرين على التعهد بالقيام بأعمال طيبة، وليس مجرد التقاط الصور فقط.
 
وكانت أقفال الحب على جسر بونت دي آرتس في باريس أيضاً بمثابة تصميم حقيقي للحب الذي يجمع بين زوجين، لأن إغلاق القفل يرمز إلى التزامهم تجاه بعضهما بعضاً. ومع أنه تمت إزالة الأقفال من على الجسر في نهاية المطاف بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، لا يزال إرث التصميم موجوداً في مدن أخرى حول العالم.
 
ويمكن لهذه التصاميم أن تؤدي إلى إحداث التغيير من خلال الاستفادة من إحساسنا الفطري بالمتعة واللعب والإبداع، لاسيما وأنها تذكرنا بأننا لا نختلف كثيراً عن بعضنا، وأن كل ما يتطلبه الأمر أحياناً تذكير بسيط للتسامح وإعادة التواصل.
 
وخلال مواصلتنا مهمتنا لاستكشاف تعقيدات الحياة الحديثة، يمكننا جميعاً أن نستلهم درساً من تركيب الجسر، وهو أننا قادرون على السعي معاً لنكون أكثر مرحاً مع إبداء الحرص على التسامح وتعزيز العلاقات بيننا. إنها رسالة تتجاوز حدود اللغة والثقافة، كما يمكننا جميعاً فهمها تماماً.

إضافة التعليقات

مركز الأخبار
.