رفض الذهاب إلى المدرسة في عمر معيّن ومرحلة محدّدة أمر طبيعي، لكن استمراره لمراحل لاحقة يصبح مرضياً... فكيف نكتشفه؟ وما هي الأعراض؟ أسئلة تجيب عنها المعالجة النفسانية كيم ورد.
تشكّل المدرسة عالماً جديداً بالنسبة للطفل، ولكن ما هو الجديد في هذا العالم؟
ليس من السهل على الطفل الدخول إلى المدرسة، وخصوصاً الحضانة عندما يكون عمره 3 سنوات، لأن المدرسة تفصله عن عائلته وتتطلّب منه جهداً، لذا يجب أن يتأقلم مع مجموعة رفاق وصف ومعلمة جدد، والمطلوب منه التركيز مع واجبات ومسؤوليات.
هناك معاناة إذاً نتيجة الدخول إلى المدرسة ولا سيما في السنتين الأوليين، حيث نرى كل الأطفال يبكون طالبين أمهاتهم... ويمكن لهذا أن يستمر معهم حتى منتصف العام الدراسي بحسب كل طفل وظروفه النفسية وطبيعة علاقته بأمه.
لكن بعض الأولاد يرفضون بشدّة الذهاب إلى المدرسة، ويرافقهم هذا الشعور لسنوات.. ما السبب؟
لرفض الذهاب إلى المدرسة أسباب عديدة تختلف تبعاً لعمر الطفل ودوافع الرفض. في الحضانة تكون مسألة الرفض طبيعية لأن الطفل ينفصل عن أمه ما يشكّل مصدر قلق له. أما إذا زاد الأمر عن حدّه لأسباب غير منطقية يتحجّج بها الطفل، وبات يقاوم ويظهر قلقاً شديداً ويرفض رفضاً قاطعاً الذهاب إلى المدرسة حتى لو أجبر على ذلك، فتكون هذه الحالة رهاباً مدرسياً.
وفي أيّ عمر يمكن تشخيص المشكلة؟
نبقى حذرين عند استخدام عبارة "الرهاب المدرسي"، حتى دخول الطفل المرحلة الابتدائية أو بلوغه سن السادسة أو السابعة من العمر لأنه في هذه المرحلة، تكون الأزمة في ذروتها.
وما هي أعراض هذه المشكلة؟
يظهر "الطفل الرهابي" رد فعل قلقاً وحادّاً، فيكون مذعوراً عند ذهابه إلى المدرسة، ويبكي ويرجو والديه أن يبقياه في المنزل واعداً إياهما بالذهاب في اليوم التالي. أما إذا أُجبر على الذهاب فتأخذ المرحلة منحى مأساوياً فينغلق على نفسه في الغرفة ويحاول حمايتها بالبكاء ويصعب التحاور معه.
في بعض الحالات، يمكن للضغط عليه أن يهدّئه فيذهب إلى المدرسة منصاعاً لأوامر والديه لكنه قد يحاول الهرب منها.
وبين السنتين الخامسة والسابعة، يشكو الطفل أحياناً من آلام جسدية (في معدته أو رأسه) أو من الغثيان في حالات نادرة، كما يمكن أن يظهر سلوكاً عدوانياً.
وما الأسباب النفسية الكامنة وراء هذه المشكلة؟
لا يرجع العلماء النفسيون هذه العقدة المرضية إلى الخوف بل إلى قلق الانفصال عن الأمّ، واعتبره البعض أحد أعراض الرهاب الاجتماعي.
ما هو العلاج؟
يحتاج الطفل إلى متابعة وعلاج نفسي لدى اختصاصي نفسي. أما محاولة إقناعه بالمنطق فلا تنفع ولو أنها قد تفيد لأيام عدة. لكن المشكلة تبقى كامنة في مكان آخر وعلينا متابعتها ومعرفة المشاكل الموجودة مع الأم والاطلاع على معرفة الطفل بها.