تساعد مكعبات LEGO® على استحضار الذكريات السعيدة في نفوس الكثيرين عندما كانوا يلعبون بها في طفولتهم مع العائلة والأصدقاء. وتقول سايرا غولاماني، المعلمة في الإمارات والمقيمة فيها منذ فترة طويلة، إن هذه المكعبات المميزة تعدّ أكثر من مجرد ألعاب يستمتع بها الأطفال في السنوات الأولى من أعمارهم، بل يمكن اعتبارها أدوات حيوية لتحفيز القدرات العقلية لكبار السن.
وتعبّر عن ذلك بقولها: "تستخدم مكعبات LEGO لغة يفهمها الجميع، لأنها تساعدهم في التعبير عن الذات، والتعامل معها بطريقة مبدعة وحل المشاكل، ويتم ذلك كله في أجواء من المتعة والمرح".
وتعمل غولاماني معلمة للروبوتات والبرمجة والذكاء الاصطناعي في عدد من المدارس بدبي، كما أسست منصة doyourbit.xyz الإلكترونية لتوفير الموارد للفصول الدراسية باستخدام جهاز كمبيوتر صغير الحجم للتشفير (micro:bit) يناسب الطلاب من جميع الأعمار.
وكمعلمة خضعت للتدريب على التعامل مع مكعبات LEGO طوال السنوات الثماني الماضية، وتمكنت سايرا من تطوير اهتمام قوي وبشكل خاص إزاء استخدام هذه المكعبات كألعاب للبناء بهدف مساعدة كبار السن. وترى أنه يمكن استخدامها لتحسين التواصل، الذاكرة والمهارات الحركية، والأهم من ذلك، التواصل مع أفراد الأسرة الأصغر سناً. ويعد هذا النهج أحد الاعتبارات الرئيسية في الإمارات، إذ يعيش كبار السن مع أسرهم، وليس في دور الرعاية.
وتقول أيضاً: "تلعب مكعبات LEGO دوراً كبيراً للمساعدة في بناء الذاكرة لدى المرضى المسنّين. ويمكن اتخاذها طريقة رائعة لتحفيز الاهتمام بتمارين التعلم والترابط الجماعي. إن كل شخص يتمتع بجانب إبداعي، وتعد هذه المكعبات طريقة بسيطة وجذّابة لإبراز هذا الجانب المهم. وبطبيعة الحال، لا يملك كل شخص الثقة أو الموهبة في الغناء أو الرسم، لكن يمكننا جميعاً التعبير عن أنفسنا بشكل أو بآخر باستخدام مكعبات LEGO، وهنا يكمن الجانب الجميل فيها".
وفي بحث عالمي أجرته مجموعة LEGO، تم تحديد العديد من الفوائد العلاجية التي يمكن تحقيقها من لعب كبار السن بالمكعبات. ووفق تقرير حمل عنوان "اللعب اللعب الجيد الجميل" الصادر عن مجموعة LEGO للعام 2022، قال 92% من البالغين في المملكة العربية السعودية و 94% في الإمارات إن اللعب يعتبر عنصراً أساسياً لسعادتهم، ويضيف 95% و 94% من المشاركين في السعودية والإمارات على التوالي، أن اللعب بالمكعبات ذاتها يساعد على تحسين صحتهم العقلية.
وتعتبر غولاماني المدربة الوحيدة المعتمدة على مستوى الإمارات لطريقة Six Brick للعب باستخدام مكعبات LEGO من أجل تحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية والمهارات الحركية. وتشرف على عقد ورش عمل منتظمة مع مجموعة دعم مرضى الزهايمر دبي (4get_me_not) منذ فبراير الماضي. وتعمل أيضاً مع مجموعتين مجتمعيتين أخريين في الإمارة، وتقدم إحداهما خدماتها لكبار السن من أصحاب الهمم.
وتقول غولاماني: "إن رؤية الفرحة على وجوه هذه الفئة عندما يصنعون أشياء بأيديهم تعتبر أمراً لا يقدّر بثمن، إذ يبدو وكأنهم عادوا إلى طفولتهم مرة أخرى. وكانت تلك الجلسات مفيدة للغاية. لقد أردنا في البداية تنظيم جلسة مدتها 45 دقيقة، لكن المجموعة مارست اللعب لأكثر من ساعتين. وفي الواقع، كانت مستويات مشاركتهم تزداد كلما لعبوا لفترات أطول".
وكانت مجموعة (4get_me_not) قد تأسست لمساعدة المرضى المسنين المصابين بمرض الزهايمر، لكنها تقدّم الدعم الآن أيضاً للأشخاص الذين يعانون مشكلات الصحة العقلية الأخرى.
وتقول ديزيريه فليكن، مؤسسة المجموعة: "لا يحول التقدم في السن أو مرض الزهايمر دون استمتاع كبار السن بالأشياء التي كانوا يحبّونها عندما كانوا أطفالاً. ونقوم من خلال مجموعتنا بلعب الشطرنج وألعاب الطاولة الشائعة الأخرى، بهدف تشجيع التواصل الاجتماعي وتعزيز مستويات السيروتونين (أو ما يعرف بهرمون السعادة)، وتحسين الوظائف الإدراكية. وبفضل سايرا، قمنا أيضاً بإعادة اكتشاف عالم مكعبات LEGO".
وتضيف فليكن: "عقدنا جلستين حتى الآن جلستين استخدمنا فيهما اللعب بمكعبات LEGO. ونجحنا في إخراج الطفل الكامن في نفس كل واحد منهم حال عرض المكعبات الملونة، لينخرطوا جميعاً في أجواء سعيد من خيالهم".
وتضيف غولاماني: "إن إعادة اكتشاف معنى الشباب والطفولة مرة أخرى تعتبر الطريقة المثالية للتقريب بين أفراد العائلة الواحدة، وخاصة كبار السن الذين يشكّلون جزءاً مهماً من نسيج الأسرة. إن هذا هو الجانب الذي أحبه في فلسفة LEGO (0 – 99). ونظراً لعدم وجود حواجز عمرية أو لغوية، فإن اللعب بالبناء باستخدام مكبعات LEGO يظل في متناول الجميع".