
صامطة
محافظة صامطة هي إحدى المحافظات السعودية التابعة لإمارة منطقة جازان، تقع في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وتضمّ مدينة صامطة كمركز إداري، حيث تبعد حوالي 60 كم جنوب مدينة جيزان. تضم المحافظة عددًا من القرى والمراكز الإدارية.
تقع محافظة صامطة على الطرف الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية، وتُعتبر إحدى بوابات المملكة الجنوبية، حيث تحدها من الجنوب محافظة الطوال، ومن الشرق مركز القفل، وتمتد إلى البحر الأحمر من الجهة الغربية، وتقع مدينة أحد المسارحة شمالاً لها. يميل سطحها قليلاً من الشرق إلى الغرب نحو البحر الأحمر.
سبب تسمية صامطة بهذا الاسم
تاريخيًا، كانت مدينة صامطة تُعرف باسم قرية "مصبرى"، ويُظهر ذلك وجود بئر بهذا الاسم الذي ما زال معروفًا حتى الآن، حيث يقع في ساحة سوق الاثنين الشهيرة في المدينة. تم إغلاق البئر بغطاء خرساني عندما تم تنفيذ شبكة المياه في المدينة في الثمانينات من القرن الرابع عشر الهجري. وقد تم ذكر قرية مصبرى في بعض المراجع التاريخية، مثل كتاب "السلوك في طبقات العلماء والملوك" للقاضي عبد الله بهاء الدين محمد بن يوسف الجندي، الذي توفي في العقد الثالث من القرن السابع الهجري. كانت القرية تعرف بصمودها أمام الغزاة، ومع مرور الزمن وتأثير اللهجات العامية على مخارج الحروف، تحول حرف الدال إلى حرف الطاء، فأصبحت تُعرف بالاسم الحالي "صامطة".
وفقًا لبعض المراجع التاريخية، يمتد تاريخ مدينة صامطة لأكثر من ثمانمائة عام، ولم تُعرف باسمها الحالي إلا في القرن الثاني عشر الهجري تقريبًا. كانت تتراوح تسميتها بين "صامطة" و"سامطة" و"صامدة"، ويُرجع ذلك إلى اختلاف اللهجات في المنطقة، حيث يلفظ حرف الدال كطاء في بعض الحالات. ويُقال إنها كانت تُسمى "صامدة" بسبب صمودها أمام الغزاة.
تعتبر مدينة صامطة مركزًا حضريًا مهمًا في التاريخ الديني والتعليمي، حيث استقر بها الداعية الكبير الشيخ عبد الله القرعاوي عام 1358 هـ، وأسس فيها أول مدرسة سميت بالمدرسة السلفية في عام 1359 هـ. شهدت المدينة تلامذة كثيرون من أبناء المنطقة تحت إشرافه، وأصبح عدد منهم معروفين بالبنان في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية. تميزت المدرسة بنشاطها وانتشارها في القرى والمدن والهجر المجاورة، وتعداها إلى بلاد غامد وزهران، وقد لعب الشيخ عبد الله القرعاوي دورًا بارزًا في تثقيف الناس في مسائل دينهم ودنياهم.