في هذه المقابلة، تتحدث ماريا هاتزيستيفانيس، مؤسسة علامة Rodial للجمال الراقي عن تجربتها كرائدة أعمال، كما تشاركنا ست نصائح قيّمة لتحقيق النجاح في مختلف مجالات الحياة:
كل يوم يقدّم مجموعة فريدة من التحديات، فضلًا عن فرصة لتقييم التغييرات الممكن إحداثها في حياتك، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني. ومن منطلق إيماني العميق بأننا قادرون على مواجهة التحديات والتغلب على العقبات من خلال التحلي بالموقف والعقلية الصحيحة، أفضّل إدارة حياتي من خلال التعلم من أخطائي واستخدامها لتحسين ذاتي. وذلك يشمل الاهتمام بصحتي النفسية، أو وضع حدود صحية، أو تحديد أهداف جديدة، أو العمل مع أشخاص يتوافقون مع أخلاقي وقيمي.
لقد ألّفت ثلاثة كتب واستثمرت وقتًا طويلًا في التحليل والبحث لاكتشاف أسرار النجاح وكيفية تحقيق الازدهار في عالم الأعمال المتخم بالتنافس. فيما يلي أبرز الاكتشافات والنتائج التي توصلت إليها:
1- عندما تستيقظين صباحاً، ابدئي يومك بتخيّل هدفك. الأمر يبدأ بك، فعندما تبدئين يومك بنظرة متفائلة، مؤمنةً بأن أحلامك وأهدافك ممكنة، فإنك بذلك تهيئين نفسك للنجاح. الأفكار التشاؤميّة تعيقك عن اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق أهدافك، إذ تولد الأعذار وتثبط من عزيمتك، – فما الفائدة؟ لماذا تكلفين نفسك عناء ذلك في حين أنه لن يفيدك؟ حاولي أن تفكري كل يوم في شيء بسيط تستطيعين فعله ويقرّبك أكثر من أهدافك: قد يكون ذلك شيئًا بسيطًا كقراءة فصل في كتاب أو التواصل مع أحد معارفك الجدد. أنا أتبنى هذا النهج يوميًا، وأجد أن هذه الخطوات الصغيرة تؤدي في النهاية إلى تحقيق خطوات كبيرة نحو النجاح.
2- ابدئي صباحك بترتيب أفكارك: الصباح هو وقتي المفضل، فأنا أحب أن أستيقظ مبكرًا، إذ يكون كل شيء هادئًا وساكنًا، ويمكنني بوضوح أن أحدد خططي ونواياي لليوم الذي بانتظاري. وفي رأيي، اليوم الناجح يبدأ بصباح منظم، إذ تتحلين بالعقلية المناسبة وتواجهين اليوم بكل هدوء وثقة. لذلك، أخصص الصباح لممارسة التمارين الرياضية، والتي تعتبر بالنسبة لي وسيلة فعالة لتصفية الذهن وتهدئة الأعصاب. يمكنك أيضًا ممارسة التأمل أو قراءة بضع صفحات من كتاب تحفيزي، أو القيام بأي نشاط يضعك على المسار الصحيح لتهيئة نفسك للنجاح.
3- احتضني التحديات كفرص للنمو: إذا لم نواجه التحديات ولم نخرج من دائرة الراحة، كيف يمكننا أن نتطور؟ في بعض الأحيان، تأتي التحدّيات كفرص إيجابية، تمنحنا إمكانية التغلب على مخاوفنا، وتلك هي المكافأة الكبرى. ارجعي بذاكرتك إلى الوراء وتذكري لحظة شعرت فيها بالتحدي، قد تكون أشياء حياتيّة بسيطة، كاجتياز اختبار أو خوض اختبار القيادة. لعلك خشيت الفشل، وضغطت على نفسك لتقديم أفضل ما لديك. ولكن، ألم ينتابك شعور رائع عندما نجحت؟ ما من شعور أفضل من التغلب على التحديات، لذا استقبليها بالترحاب، فهي مصممة لتساعدك على النمو والازدهار على المدى الطويل.
4- اقبلي بالفرص واكتشفي كيفية التعامل معها لاحقًا. لا تدعي الخوف يمنعك من استغلال الفرص، فهذه اللحظات قد تقودك إلى مسارات جديدة، تفتح أبوابًا مغلقة، وتنشئ علاقات قيّمة. ينتابني الشعور بكوني مذنبة في هذه الناحية: إذ كنت أرفض الكثير من الفرص لأنني كنت أشعر بالأمان أكثر داخل منطقة راحتي. قبل بضع سنوات مضت، عرض علي أحد معارفي الظهور في البرنامج التلفزيوني "دراجونز دين" في اليونان، وهو عبارة عن برنامج للشركات الناشئة. في البداية، كان رد فعلي: "مستحيل! أنا أقيم في لندن: مقر عملي هنا، وأسرتي هنا. سيستغرق التصوير 6 أسابيع، وأنا أعمل بشكل يومي، كيف لي أن أغيب كل هذه المدة؟". كانت إجابتي هي الرفض. ولكن بعد مناقشة مع زوجي، إذ كنت مقتنعة تمامًا برفض العرض، قال لي: "عليك أن تقبلي الفرصة. توقّفي عن البحث عن أسباب للرفض، فقد تكون فرصة رائعة لك." شجّعني على الثقة في أن فريقي سيتولى مهام العمل خلال غيابي، وأكد أن مدة 6 أسابيع ليست طويلة – ففعلت ذلك، وكنت أسافر جيئة وذهابًا لكي أقضي بعض الوقت في منزلي ومع فريقي، ثم أعود لمكان التصوير. وفي النهاية اكتشفت أن التجربة كانت أكثر من رائعة. أحببت تصوير البرنامج، وأسست علاقات استثمارية ممتازة، وأطلقت شركة روديال في اليونان. الدرس المستفاد هو أن تقبل الفرص دون تردد ثم تجد الطريقة المناسبة للتعامل معها. امنحي نفسك الفرصة لتحقيق أحلامك واستكشاف إمكانيات جديدة!
5- بِناء شبكة علاقات قوية مع الآخرين: اغتنمي الفرص للخروج من روتينك اليومي وحضور الفعاليات والمؤتمرات وكل فرصة تتيح لك لقاء أشخاص جدد، فكل شخص تلتقينه يمكن أن يقدم لك دروسًا قيمة. ولا تدرين، لعل شخصًا واحدًا تقابلينه في أحد المؤتمرات يكون سببًا في تغيير حياتك بطرق لم تتخيليها قط. كوني دائمًا منفتحةً على التعرف على آخرين واتركي لديهم انطباعًا أوليًا ممتازًا. صدقيني، الناس يقيمونك فعلًا خلال الدقائق الأولى من اللقاء، لذا، إذا قدمت لهم انطباعًا رائعًا، فقد تفتحين أمامك أبوابًا جديدة وفرصًا مستقبلية.
6- تحلي بالصبر، فالنجاح لا يأتي بين عشيّة وضحاها، يتطلّب تحقيق النجاح وقتًا وصبرًا وعقلية متفائلة. حددي لنفسك أهدافًا واقعية، وكوني على علم بأنه لا توجد حلول سريعة، تمامًا كما هو الحال مع الأنظمة الغذائية. يجب أن تستثمري في نفسك وتواصلي الجهد على مدى فترة طويلة. وهكذا، عندما تبدئين في تحقيق أهدافك فعلًا، ستشعرين بأن الأمر كان يستحق العناء أكثر بكثير.
خلاصة الأمر، نحن البشر نحب العادة ونميل إلى التمسك بما نعرفه. ومع ذلك، شعاري هو: ضعي أهدافًا صغيرة قابلة للتحقيق يمكنك الالتزام بها، وسرعان ما ستدركين كمّ التحول الإيجابي الذي حدث لحياتك. جربي ذلك، – فهو شعور رائع!