الغدة الدرقيّة هي من العناصر الأكثر تأثيرًا على الجسم ووظائفه، لكن ماذا يحدث إن أصابها أيّ خلل عند الأولاد؟ وما هو تأثير ذلك؟ وما هو العلاج؟
الدكتورة هاجر بلوط الاختصاصية بأمراض الغدد والسكري تجيب عن هذه الأسئلة في حوار مع "نواعم"، وتقول إنه عندما نتحدّث عن خلل الغدة الدرقيّة فإن ذلك ينسحب على الجسم بأكمله وقد يصل أيضًا إلى القدرات العقلية.
ما هو دور الغدة الدرقية في الجسم؟
كل الخلايا في الجسم تحتاج إلى هرمونات درقية لكي تعمل جيدًا. هذه الهرمونات تضبط سرعة استخدام الجسم للطاقة. وهي تفرز هرمون يضبط عملية الأيض metabolism والنمو ووظائف الأعضاء وتسيطر على كل الأجهزة في الجسم وتضبطها. هي تؤثر على دقات القلب، مستوى الكوليسترول في الدم، ضبط الوزن، مستوى الطاقة، قوة العضل، حالة الجلد، الرؤية، والصحة العقلية والعديد من وظائف الجسم.
ما هو كسل الغدة؟
هو قصور في وظيفتها بحيث يقل أو يتوقف نهائيًا إنتاج الثيروكسين الضروري في الجسم.
كيف يؤثّر اضطرابها على الطفل؟
فشل الغدة الدرقية في سنّ مبكرة يمكن أن يسبّب مشاكل في النوم والتطوّر عند الأطفال. إذا لم تعالج مشكلة الكسل في الغدة الدرقيّة عند اكتشافها في السنوات الأولى من عمر الطفل فإن ذلك يمكن أن يؤدّي إلى تأخر عقلي عنده، لهذا عادة ما يُجرى فحص الغدة للأطفال مبكرًا لتجنب حدوث ذلك.
ما هي أسباب اضطراب الغدة الدرقيّة؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى اضطراب الغدة الدرقية، قد تكون نقصًا في مادة اليود في الجسم، ضعفًا في جهاز المناعة، أو قد يكون السبب كيسًا، أو مشكلة في نموّ الغدة، أو خللًا في الهايبوتالموس (منطقة في الدماغ تفرز هرمونات).
بالنسبة إلى الأطفال ما دون السنتين من الصعب ملاحظة المشكلة بواسطة الفحص السريري، لهذا يُطلب إجراء اختبار إذا ظهرت أيّ من الأعراض. لكن بالنسبة إلى الأولاد الأكبر سنًا يمكن ملاحظة تضخم الغدة، لكن هذا التضخم يتقلص مع نموّ الطفل.
أمّا العوارض الأخرى فهي الإرهاق والضعف، فقدان الشهية، ضعف الذاكرة، تغيّر في الصوت، ألم عند بلع الطعام، ضعف في المناعة ولا سيما بالنسبة للبرد، الإمساك، تغيّر المزاج، زيادة في الوزن، اكتئاب، تأخر في النموّ، وتأخر البلوغ.
والجدير بالذكر أن الأعراض السابقة الذكر نادرًا ما نراها مجتمعة في مريض واحد، إلا إذا كان يعاني من هذا المرض لفترة طويلة جدًا ومن دون علاج.
ما هو العلاج في هذه الحالة؟
الحل لهذه المشكلة هو في زيادة هرمون الألتروكسين بواسطة حبوب الهرمونات المصنعة. يكون الولد مضطرًا إلى أخذها طوال حياته للحفاظ على الهرمون الدرقي في المستوى المطلوب، في بداية الدواء يكون تحت مراقبة الطبيب للتأكد من أن مستوى الهرمون وصل إلى النسبة المطلوبة. ويجري كل فترة فحص لمستوى TSH. وحين يصل الهرمون إلى المستوى المطلوب، يمكن أن يبدأ الطفل حياته في شكل طبيعي باستثناء أنه مضطر لأن يأخذ الحبوب كل يوم وعندما يأخذ الدواء مفعوله يكتسب الطفل طولًا ويعاود نموّه الطبيعي.