يولد بعض الأطفال خصيصًا للأجواء الاحتفالية، ولكن هذه الأجواء قد لا تناسب بعضهم الآخر. إن كان طفلك يكره ضجة وفوضى حفلات أعياد الميلاد، فعليك أن تحترمي مشاعره، وتعليقك على عدم مشاركته فيها من شأنه أن يشعره بالسوء، ومقارنتك له مع أطفال آخرين لن تساعده أبدًا.
لا بد أن هذا الأمر هو تحدٍّ لا نهاية له للأهل، إلا أنه يجب أن لا تطلبي من صغيرك أن يكون شخصًا آخر غير نفسه.
إذا بدا لك أنه يستمتع بالحفل ولو من مسافة بعيدة، يجب أن تتركيه لرغبته، إذ من المهم أن تتركيه يكتشف بنفسه كيف يريد أن يتعامل مع وضع اجتماعي معيّن، حيث ينطوي عمله في هذه السن على اختبار الأجواء المختلفة وفي أوضاع كثيرة، وإذا وجد الجوّ باردًا وغير محبّب دعيه ينسحب.
تركك له ليكتشف حدوده هو طريقة ممتازة لمساعدته على النموّ اجتماعيًا وعاطفيًا، ولكن إذا شعرت بأنه يرغب في المشاركة بفعالية ونشاط أكثر، فهناك العديد من الطرق التي يمكنك أن تشجّعيه من خلالها للانخراط، اسأليه مثلًا إذا كان يرغب في أن يلعب مع أحد محدّد، وإذا كانت هذه رغبته، اصطحبيه إلى الطفل الآخر وحاولي أن تلطفي الأجواء بينهما ولو بشكل طفيف.
يمكنك أيضًا أن تشاركيه بالنشاطات، أي إذا كان الأطفال يصنعون أشغالًا يدوية معيّنة، شاركيه هذه الصناعة واكتفي بالجلوس إلى جانبه حتى ينهي واحدة منها، لأنه قد يتواصل بطريقة أفضل إذا كنت بجانبه.
أما إذا شعرت بنفوره من الضجة والفوضى، فلا تتردّدي في شكر المضيف واصطحابه إلى المنزل، لأن الضغط عليه للانخراط في موقف لا يرغب فيه، لن يحسّن الأمور.
وفي المرة المقبلة التي ستتلقين فيها دعوة، اسألي عن عدد الأطفال المشاركين فيها، وقبل الموعد أقيمي لصغيرك في المنزل حفلة مزيّفة يكون ضيوفها ألعابه ودماه، وعيّني البعض منها لتقوم بدور الطفل الخجول وراقبي كيفية تعامله معهم، لتتوصّلي من خلالها الى الطريقة التي يرغب في أن يجري التعامل معه بها في حفلات مشابهة.