وجدت دراسة جديدة أنّ الرابط بين الأمّ و الطفل عميق جداً، حيث رجحت أنّ الاتصال الجسدي أعمق بكثير ممّا قد نتخيّله. فقد أظهرت أن العلاقات الجسدية و النفسية العميقة التي يتشاطرها الأم و الطفل خلال الحمل حين تكون الأم هي كلّ شيء بالنسبة لنموّ الجنين، و تزوّده بالدفء و الاستدامة، بينما تمنحه دقّات قلبها نسقاً مهدئاً و مستقراً.
يتأمّن الاتصال الجسدي بين الأم و جنينها عبر المشيمة، التي تؤمّن تبادل الأغذية بين الأم و جنينها. و يمكن للخلايا أن تنتقل لتستقرّ في الكثير من أعضاء الجسم كالغدد و عضلات الدرقية و الكبد و القلب و الكلى و الجلد، و التي تتمتّع بتأثيرات متعدّدة من إصلاح الأنسجة إلى الوقاية من السرطان و إصلاح الاضطرابات المناعية.
و لكن الجديد، هو وجود خلايا كائن آخر في الدماغ، لتعيش فيه و لعقود عدّة في بعض الأحيان. و قد تم العثور خلال هذه الدراسة على خلايا ذكريّة تحتوي على الصبغية "واي" في دماغ المرأة، إلّا في حالات النساء المصابات بـألزهايمر، ما يرجّح أنّ وجود هذه الخلايا مرتبط بصحّة الدماغ. أما عند المرأة التي تحمل و تنجب، و التي تبيّن أنها تحمل عدداً أكبر من الخلايا في دماغها، فقد أعاد العلماء سبب كثرة هذه الخلايا إلى عملية التبادل التي تتم بين المشيمة و سائر أعضاء الجسم، كما أنهم رجحوا أنّها تنتقل أيضاً من خلال الرضاعة الطبيعية حتى بعد الولادة. كما برزت أيضاً عملية تبادل للخلايا تتم في حال كانت المرأة حاملاً بتوأمين بين الطفلين في رحم أمهما، فضلاً عن انتقال الخلايا من أخ إلى آخر، على إثر بقاء بعضها في رحم الأم من الحمل الأخير.