أظهرت آخر الدراسات أن الكثير من الأمهات يعانين من الكآبة بسبب استيقاظهن المتكرّر لإرضاع أبنائهنّ خلال الليل، و هو أمر لا مفرّ منه مع الأطفال الصغار. كما لا بدّ لتشاطر السرير أو النوم في الغرفة نفسها من أن يقلق دورات نوم الأمهات أيضاً، و لكن يمكن أن تقيك الاستيقاظ من نوم عميق لتهبي و تحضري طفلك من غرفة أخرى، لتنامي بعد بضع دقائق من إنهاء طفلك الرضاعة. و أظهرت دراسة حديثة أن تشاطر غرفة النوم مع الطفل يمنح الأم فرصة لنوم أكثر عمقاً و استقراراً، و لكنه يستميل الطفل، فيستيقظ مرات أكثر خلال الليل.

و من فوائد مشاركة غرفة النوم مع الطفل أيضاً الحفاظ على دفء طفلك، و الوصول المتكرر الى الثدي ما يضمن مخزوناً أفضل من الحليب، و بكاءً أقل من الصغير. كما أظهرت نتائج هذه الدراسة أن الأطفال الذين ينامون في الغرفة نفسها مع الأهل ينامون دائماً على ظهورهم، و هو عامل مؤثر في تراجع خطر متلازمة الموت المفاجئ عند الأطفال.

إن نوم طفلك معك في الغرفة نفسها يحدد مجموعة من أساليب النوم، من النوم مع طفلك لليل بأكمله، الى اصطحاب طفلك الى سريرك في رضعة في الصباح الباكر و من ثم العودة معاً الى القليل من النوم. قد يكون وضع الطفل في الغرفة مميزاً جداً بالنسبة لبعض العائلات، لا فقط للعناية بالطفل، بل ليكون أيضاً في أقرب نقطة الى جانب أهله، لوصول سهل إليه. و أظهرت أحدث الدراسات التي تناولت هذا الموضوع  أن 63% من الأهل الذين يتشاركون الغرفة مع طفلهم، يحضرون الطفل لينام معهم على السرير نفسه. لهذا السبب، و بدلاً من سؤال ما إذا كان آمناً أن تنيمي طفلك الى جانبك في نفس السرير، يجب أن تسألي كيف يمكنك أن تنامي مع طفلك بطريقة آمنة.

فمهما كانت الترتيبات التي تقومين بها للنوم مع طفلك، فمن الضروري أن توفري محيط نوم آمناً لصغيرك. إذا اخترت أن تنامي مع طفلك، يجب على الوالدين أن يشعرا بالراحة مع القرار و تقبّل تولي مسؤولية متساوية لسلامة الصغير:

- لا تنامي الى جانب طفلك إذا كنت أنت أو الشريك تحت تأثير أي مادة كالأدوية أو المسكنات كمضادات الحساسية، التي يمكن أن تزيد من عمق نومك، و أن تخفض وعيك لطفلك.
- لا تشاركي النوم مع طفلك في الغرفة نفسها أو السرير نفسه إذا كنت أو الشريك تدخنان، إذ إن التدخين خلال الحمل أو بعده هو أحد العوامل المؤدية الى متلازمة الموت المفاجئ. و بعض الدراسات تحدثت عن أن تدخين الأب خلال حمل زوجته يزيد الخطر، و إذا كان الأبوان يدخنان، يكون الخطر مضاعفاً. في النهاية، الأفضل أن لا تسمحي لأحد بالتدخين الى جانب طفلك.
- نامي مع طفلك على مساحة ثابتة و مسطحة (لا للفرش المائية)، و احرصي على أن يكون الفراش مثبتاً جيداً في إطار السرير.
- لا تنامي معه على أريكة أو صوفا، لأن الطفل ينزلق وجهه بسهولة  بين مخدات الأريكة، أو قد يحصر بينك أو بين والده و خلفية الأريكة.
- تفادي التدفئة الشديدة من خلال إبقاء رأس الطفل مكشوفاً، إذ إن طفلك سيبقى دافئاً بواسطة جسدك، و تفادي أيضاً أن تبالغي في سماكة ملابس طفلك ، أو في لفّه، و تمتعي بالاحتكاك الجلدي معه.
- إن كان شعرك طويلاً، فاربطيه الى الخلف، و يجب أن تعرفي أن ثديين كبيرين أو السمنة قد تعرّض سلامة طفلك للخطر.
- تفادي رذاذات الشعر و العطور و مزيلات العرق الحادة، إذ إن هذه العطور لن تؤدي فقط الى تمويه رائحة الأم الطبيعية التي ينجذب اليها الطفل، بل إن الروائح الغريبة و القاسية قد تؤذي مجاري الأنف لدى طفلك ايضاً.
- احرصي على أن ينام طفلك الى جانبك نحو الخارج لا بينك و بين الوالد، خاصة أن نوم الرجال أي الوالد يكون دائماً أعمق، ما يجعله أقل وعياً لطفلك النائم.