وجدت دراسة حديثة أجريت في الولايات المتحدة الأميركية، أنّ أسلوب الأبوّة الذي يتلقّاه الأولاد منذ سنّ صغيرة، يؤثّر على مهاراتهم الاجتماعية و نجاحهم في المدرسة على المدى الطويل.
تضمّنت هذه الدراسة 243 شخصاً من عائلات فقيرة في مينيسوتا، جرت متابعتهم منذ الولادة و حتى سنّ 32 عاماً. فتبيّن وفقاً لما صرح به الباحثون المشاركون في الدراسة، أنّ الذين تلقّوا أسلوب أبوة أكثر حساسية في وقت مبكر من حياتهم قد تمتّعوا بمهارات اجتماعية أفضل في حياتهم، بما فيها العلاقات العاطفية و علاقات الصداقة، بالإضافة الى نتائج و إنجازات أكاديمية أفضل في سنّ البلوغ.
و بحسب التعريف، فإنّ الأبوة الحساسة تتضمن الاستجابة الدائمة و الملائمة لمؤشرات الطفل، و الإيجابية في التفاعل معه و منحه قاعدة آمنة و سليمة لاستكشاف المحيط من حوله.
و قد رجّحت الدراسة أنّ تجارب الأولاد مع الأهل خلال السنوات القليلة الأولى من حياتهم تتمتّع بدور وحيد و فريد في تحسين و تقدّم التفاعل الاجتماعي و الأكاديمي، و لكن ليس خلال العقدين الأوّلين من حياتهم فقط، بل خلال مرحلة البلوغ و النضج أيضاً.
و أضاف الباحثون، أن يرجح هذا الأمر أيضاً أن الاستثمارات في وقت مبكر من علاقات الأطفال بأهلهم قد ينتج عنها نتائج طويلة الأمد و نتائج ارتدادية تتراكم بين الأشخاص. و ذلك لأنّ نجاح الشخص في العلاقات و حياته الأكاديمية هو بمثابة التأسيس لمجتمع صحيح، و برامج و مبادرات تعدّ الأهل للتفاعل مع أطفالهم بطريقة حساسة و دقيقة خلال السنوات القليلة الأولى من حياة أطفالهم، و يمكن أن تؤثّر وتعطي فوائد طويلة الأمد للأشخاص، و العائلات و المجتمع بمفهومه العريض.