التواصل الجيد ضروري بالنسبة للوضع العائلي عموماً، و لكن الأطفال مع تقدمهم في العمر تتغيّر طريقتهم في التواصل و الحديث و التعبير عن أنفسهم و فهم الآخرين، و التواصل في المراهقة تحديداً يصبح أصعب. لهذا السبب، إليك بعض الأفكار لتحافظي على سير التواصل مع مراهقك في هذه المرحلة الأساسية في حياته.

التواصل هو عملية لإرسال معلومة. و يتطلب التواصل 3 عوامل لإتمامه: المرسل و الرسالة و المتلقي، يؤثر كل عامل منها على المعلومة. تتغيّر هذه الأخيرة وفقاً للوضع الجسدي و النفسي للمرسل و المتلقي، و توافرهما و الحركات التي يقومان بها خلال النقاش، ما يسمّى لغة الجسد، و المحيط، و الكلمات المختارة و العامل الزمني. فمن غير المفيد مثلاً أن تتحدثي مع ابنك أو ابنتك المراهقين عن تراجع درجاتهما المدرسية في الصباح الباكر أثناء استعدادهما للذهاب الى المدرسة. ولن يلاحظ مراهقك أبداً أيضاً امتداحك لإنجازاته الرياضية عندما تصدرينها بسرعة و أنتِ تهمّين بالخروج من الباب الى عملك ولن يشعر بثقته بنفسه.

لماذا يجب أن تتواصلي معه/ها؟

للحفاظ على علاقات طيبة بين أفراد العائلة، و للتعبير عمّا يحبه، و عن أفكاره و عواطفه مع احترام ما يعود للآخرين منها، و لتجاوز العقبات و التجارب و تنظيم الخلافات و تفادي ما لا يقال و تبادل الأسرار، و لتفادي أي سوء للفهم.

كيف تتواصلين معه كما يجب؟

بالطبع، العوامل التي ذكرناها قبلاً ضرورية. كما يجب ان لا يكون الجهد في التواصل من ناحية الأهل فقط، أو المراهق فقط. فالتواصل بين الأهل و أولادهم هو دوماً تاريخ من الاحترام و التنازلات المتبادلة.

اهتمام الاهل: بعض التذكيرات

أولاً: الإنصات! أولي لمراهقك الاهتمام حين يكلمك مع تفادي القراءة و الطهو و الإجابة على الهاتف، و ضعي نفسك مكان المراهق الذي يكلمك، و تذكري دائماً اختلاف المقاييس و الأمثلة و حتى الكلمات في بعض الأحيان في التعبير. انتظري مراهقك أن يأتي هو و يبدأ، خاصة إذا كان يعرف أنه يستطيع الحديث معك في أيّ موضوع، عندها سيتجرّأ على البدء بالنقاش.
من ناحية أخرى، تقبّلي أيّ موضوع يريد أن يتكلم عنه. ابذلي جهدك في كسر المحرمات التي قد تكون موجودة، و إن كنت لا تملكين جرأة البدء بموضوع حسّاس.
كذلك يجب أن تتقبّلي و تحترمي اختلافه معك في الرأي! فالاختلاف و المواجهة ضروريان. و لكن احذري ان لا يتحوّل الامر الى خلاف.