أكثر من 50 بالمئة من الأطفال الذي يعتبرون طبيعيين ويتمتعون بصحة جيدة يظهر عليهم اصفرار في الجلد في الأيام الأولى بعد الولادة. إذا كان طفلك من هؤلاء، فلا داعي للقلق، ولكن عليك أن تعلمي طبيبه فحسب. إذا وُلد طفلك في موعده المحدد، فسيستعيد لونه الطبيعي وخدّيه الورديين مع إتمامه الاسبوع الأول. أما إذا وُلد قبل موعده ببعض الوقت، فقد يتطلب الأمر منه أكثر من ذلك قليلاً.
ما هو سبب هذه الحالة؟
يعود الاصفرار الى ارتفاع كمّية البيليروبين في الجسم، الذي يُفبرك جراء القضاء الطبيعي على خلايا الدم الحمراء القديمة. لدى البالغين، الكبد هو المسؤول عن التخلص من البيليروبين، أما لدى الرضّع، فلا يزال الكبد غير مكتمل النضوج، ما يتطلب المزيد من الوقت للتخلص منه. لهذا السبب، يعود لون بشرته وبياض عينيه الاصفر الى فائض هذه المادة في الدم. في بعض الاحيان، تكون حالة الاصفرار أكثر خطورة ناتجة عن بعض الامراض (كعدم توافق دم الأم والطفل، أو نقص في الانزيمات أو مشكلة في الكبد).
الاصفرار، هل هو آني لدى الرضع؟
- 60 بالمئة من الرضّع المولودين في الموعد المحدد يصفرّ لونهم في اليومين أو الثلاثة التي تلي ولادتهم، وتختفي بعد مضي حوالى اسبوع.
- 80 بالمئة من الاطفال المولودين مبكراً يعانون من الاصفرار بين اليومين الخامس والسابع بعد الولادة، ولا يختفي إلا بعد انقضاء حوالى شهرين.
كيف يعالج هذا الاصفرار؟
إذا اصفرّ طفلك، فلا بدّ من أن يطلب الطبيب إجراء فحص لمعدل البيليروبين في دمه لتحديد ما اذا كان في حاجة لعلاج أم لا. إن كان طفلك مولوداً في موعده، فلن يطلب الطبيب له أيّ علاج إذا تبين أن معدل البيليروبين طبيعي في دمه. أمّا العلاج، فغالباً ما يكون بالضوء، حيث يوضع الطفل تحت ضوء أصفر يحدّد الطبيب درجته إذا شعر بأن الحالة تتطلب علاجاً.
في حالات استثنائية، إن كان الاصفرار ناتجاً عن مشاكل مرضية وصحّية تسبب حالة أنيميا، فقد تتطلب الحالة علاجاً بنقل الدم.
كيف تعرفين ما إذا كان طفلك يعاني من الاصفرار فعلاً أم مجرّد تهيّؤ؟
ينصح الخبراء الاهل بإجراء اختبار منزلي بسيط في المنزل، عبر الضغط على صدر الصغير في مكان تسيطر عليه نسبة عالية من الضوء: إذا سيطر اللون الاصفر على بشرة طفلك بعد أن ترفعي يديك عنه، استشيري الطبيب.
ولا تنسي أن الأصفرار غالباً ما يختفي بعد نحو أسبوع إذا كان اصفراراً طبيعياً وغير ناتج عن حالة مرضية. وإذا شعرت بالقلق، فاستشيري الطبيب للاطمئنان.