هكذا تمنحين طفلك الأمان العاطفي لنمو نفسي سليم

هكذا تمنحين طفلك الأمان العاطفي لنمو نفسي سليم

hanady nassar by 8 Years Ago

الأمان العاطفي الذي يحصل عليه الطفل من والديه في سنوات طفولته يمكن أن يصحبه لسنوات كثيرة وخلال مغامرات عدّة يعيشها. يقول الخبراء إن أولى أسس الأمان يحصل عليها الطفل من والدته. 

فمنذ الدقائق الأولى التي يفتح الطفل فيها عينيه على هذا العالم، تضعه الممرّضة على بطن والدته، فيحتكّ ببشرتها ويشمّ رائحتها بسعادة. ومن ثم، يبدأ مشوار حياته، فينمو ويكبر ليعيش مع أشخاص كثر في محيطه. 

ولكن هذا الرابط الأول مع الأم، الذي يبدأ منذ ما قبل الولادة ويستمر إلى ما بعدها، هو الذي يمنح الصغير شعوراً بالأمان والحيوية والقوة. تستمر هذه العلاقة بين الطفل ووالدته، وتصبح أقوى مع نموّه وتقدّمه في السن واهتمامها وعنايتها الدائمين به. 


يقول المختصّون للأمهات، إن الأهم في نمو شخصية الطفل الصحيح هو أن يشعر بأنه محترم وأن يحظى بالاهتمام والعناية اللذين يحتاج إليهما، ليكمل حياته وهو واثق الخطى.


الأم هي صاحبة الدور الأهم في بناء أمان الطفل ولكنها ليست الوحيدة


صحيح أن الأم هي أول من يتصل بالصغير منذ ولادته وهي تمثّل المصدر الأوّل للشعور بالأمان العاطفي، لكنّه ومع التقدّم في السن وتطوّره خلال سنوات طفولته، سيحيط به أشخاص كثر آخرون يلعبون دوراً مهماً أيضاً. فالأب أيضاً بالطبع يلعب دوراً كبيراً في المشاركة بتعزيز ثقة طفله بنفسه وبالمحيط، ومن ثم الجدّين، والجيران والمعلّمة  في الحضانة. جميع هؤلاء يسهمون بنمو شعور الطفل بالأمان من خلال منحه الاهتمام المطلوب وشعوره بأنه حاضر دوماً بينهم.

ولكن يلفت المختصّون إلى أن الاهتمام بالطفل لا يعني حصره في فقاعة معقّمة بعيدة عن الناس وبعيداً عن كل المخاطر التي يمكن أن تحيط به، بل هو بحاجة لأن يخوض الكثير من التجارب الفعّالة التي من شأنها أن تسهم في نموّه بصورة طبيعية وقوية.


شعور الطفل بالأمان يعتمد أيضاً على شعوره بالانتماء


يصرّ الخبراء في هذه الحالة على أهميّة إرسال الأشخاص البالغين المحيطين بالطفل إشاراتٍ واضحة وفعّالة تشعره بأنهم إلى جانبه وأنهم مهتمّون به. هذه الإشارات قد تتضمّن السؤال عن شعوره بالجوع؟ أو إن كان يعاني من ألم ما؟ 

منذ الأسابيع الأولى التي تلي الولادة، يجب أن يشعر الطفل أنه قادر على التأثير في محيطه، وأن من حوله يتفاعلون معه وفق نمطٍ معين. مع مرور الوقت، وبالتزامن مع بروز معالم تطوّره ونموّه، يجب أن يلحظ الصغير بأن والديه والمحيطين به يتنبهون إلى هذا النمو ويهتمّون به. يتجلّى شعور الطفل بالاحتواء أيضاً من خلال فرض الأهل لبعض الحدود والقواعد التي توصل للطفل رسائل مفادها أن سلوكه وتصرّفاته مهمة بالنسبة لأهله، خاصة وأن عدم رسم الحدود سيشعره بأنه غير مهم وغير ملحوظ، وليس شعوراً بالحرية كما يظن البعض.

الحوار والكلام الذي يوجّهه الأهل، مهما كان سن الطفل صغيراً، مهمٌّ جداً أيضاً خلال نموّه وشعوره بالأمان والأهمية. يشدد المختصّون على أهمية التواصل مع الطفل عبر الكلام، مهما كان بسيطاً... فالمهم هو هدف الأهل ونيّتهم وليس أن يشبعوا رأس طفلهم بكلام معقّد لا يفهمه.

من ركائز الشخصية والنفسية السليمة

 

إضافة التعليقات

.