حين تشعرين بالتعب في آخر أيام الحمل وتشعرين بأنه يجب أن تطلبي المساعدة الطبية، قد يبدو لك أن تحديد موعد للخضوع لتحفيز المخاض أو الطلق الصناعي فكرة مثالية. ولكن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تفكري بها قبل أن توافقي على هذا الاقتراح، لأن المختصّين يرون أنه يزيد احتمال اللجوء إلى الولادة القيصرية بنسبة 31%، فضلاً عن الكثير من المضاعفات الأخرى كولادة طفل بحاجة للبقاء في وحدة العناية المركزة بسبب نقص في نموّه، الذي يعتقد المختصون أنه ينتج عن تحفيز المخاض. 

من هي المرأة التي يجب أن تخضع لتحفيز المخاض أو الطلق الصناعي؟

في بعض الحالات، يكون تحفيز المخاض هو الحل الأمثل بالننسبة للحامل. عندما يلاحظ الأطبّاء أن الجنين يعاني من ضعف في النموّ أو مشكلة معيّنة، أو عندما يتخطى حمل المرأة موعد الولادة بأسبوعين أو أكثر، يرون أن من الأصحّ توليدها بسرعة. بالنسبة للأمهات اللواتي يعانين من ارتفاع في ضغط الدم، أو من تسمّم الحمل، أو حتى سكري وبعض الحالات الصحية الأخرى، يمكن للطلق الصناعي أن يكون الحل الفاصل بين ولادة صحّية وكارثة.

يقول أحد الأطباء النسائيين إن السمعة السلبية التي اكتسبها المخاض الصناعي تعود إلى اللجوء إليه في كثير من الأحيان دون سبب مبرّر له، إذ بات الكثير من النساء يطلبن الخضوع للطلق الاصطناعي للتخلص من إرهاق الأسابيع الأخيرة من الحمل أو تفادي إفساد برنامج معيّن أو حتى لتفادي ولادة متأخرة في الليل.

على الجسم أن يكون جاهزاً

تعتمد ولادة طفل صحيح لا يعاني من المشاكل على جهوزية جسمك والطفل معاً. ولا بدّ من الإشارة إلى أن الطلق الاصطناعي يمكن أن يسبّب مضاعفات خطيرة للأم وطفلها على حد سواء. إن حقن البيتوسين (هورمون مسؤول عن تنشيط الانقباضات) يتطلب من الأطبّاء مراقبة دائمة للأم، ما يجبرها على الاستلقاء الدائم. ولكن من المعروف أن الحركة تساعد على تنشيط المخاض. وإذا سار المخاض ببطء، يلجأ الأطبّاء إلى ثقب الكيس الأمنيوسي لتسريع العملية، ما يزيد خطر الالتهابات والإصابة لدى الأم وطفلها. كما أن حقن المرأة بالبيتوسين غالباً ما يدفعها إلى طلب الحقن بالإيبيدورال لتفادي الألم، ما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط دمها واضطراب الدورة الدموية حول المشيمة.

المخاطر مقابل الفوائد

على الرغم من أن أغلب الأطباء يحددون موعد حقن الطلق الصناعي في الأسبوع الـ38، يمكن لفشل الحقن أن يؤدي إلى مضاعفات تضرّ بالأم وطفلها، فضلاً عن تمزق جذوع الرحم مبكراً. ولكن آخر التوصيات شددت على أهمية عدم الخضوع لتحفيز اصطناعي للمخاض قبل الأسبوع الـ39، إلا إن كان نموّ الطفل في خطر.

من هنا، يجب على الأمهات التروّي قبل اتخاذ قرار المخاض الصناعي، كما يجب أن تكون جاهزة هي وطفلها قبل المباشرة بخطوة مماثلة.