اللغة التركية
تعتبر تركيا قوة إقليمية كبرى بفضل موقعها الاستراتيجي بين قارتي آسيا وأوروبا. بالإضافة إلى أنها لديها حدود بحرية وبرية مع عدد من الدول تجعلها دولة غنية بالثقافات المتعددة، مما يعزز أهمية اللغة التركية ويقوي الفضول للتعرف عليها وتعلمها لدى عدد كبير من الناس.
بموجب المادة 42 من دستور تركيا تم إعلان اللغة التركية كلغة رسمية للبلاد، كما تعد أيضا اللغة الأكثر استخداما في البلاد، رغم أنه يوجد في تركيا ما يزيد على الثلاثين لغة عرقية، لكنه هناك أعداد صغيرة فقط من الناس يتحدثون القليل من اللغات العرقية، لهذا تصنف كتب اللغات اللغة التركية كلغة مهيمنة، بينما تعتبر اللغات الأخرى لغات الأقليات.
وبخلاف ذلك تسببت الهجرة الحديثة وأنماط الاستيطان في تركيا بإدخال لغات عرقية يتحدث بها المهاجرون، حيث يمكن اعتبار لغة القرم واحدة من أكثر لغات المهاجرين تحدثاً في تركيا بالإضافة إلى الجورجية، والكبردية، والبوسنية، والألبانية، والأديغية، والتتارية. كما تنتشر أيضاً اللغة العربية للسبب نفسه بعد أن نزح إليها عدد كبير من الناس بسبب ظروف مختلفة، مثل الحرب في سوريا. وبجانب كل تلك اللغات تعتبر اللغة الإنجليزية هي لغة المعاملات التجارية الدولية، حيث يجيدها عدد كبير من المواطنين العاملين في المجال التجاري. كما يتم تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس التركية كدورات اختيارية إلى جانب لغات أجنبية أخرى مثل الإيطالية والفرنسية.
تاريخ اللغة التركية
اللغة التركية واحدة من اللغات القديمة، حيث وُجدت الكثير من المخطوطات المكتوبة بهذه اللغة. ويعتقد العلماء أن جذور تلك اللغة يرجع إلى بلاد آسيا الوسطى، قبل حوالي 1300 سنة. ومع اتساع رقعة الدولة العثمانية، واعتمادها اللغة التركية اللغة الرسمية في جميع الإدارات بمختلف الولايات العثمانية التسع نطاق اللغة التركية وتضاعف عدد المتحدثين بها بشكل كبير. ولقد شهدت تلك اللغة تحولات مهمة حين قامت الجمهورية التركية عام 1927 ميلادي، وطرأت عدّة تغييرات على اللغة كان من أهمها استبدال الأبجدية التركية العثمانية ذات الحروف العربية بالأبجدية اللاتينية.
تعلم اللغة التركية بسهولة
من المعروف أن تعلم أي لغة في العالم يجعل من يتعلمها يستطيع فهم حضارة وثقافة تلك الدولة بمنتهى السهولة، وسبب ذلك أنه هناك رابط مباشر بين اللغة والثقافة لدى الشعوب. ويعود سبب تحول الناس إلى تعلم اللغة التركية وفهمها بمنتهى السهولة إلى الانفتاح الثقافي والمعرفي على تركيا بسبب انتشار المسلسلات التركية والأفلام التي تعرف من خلالها الجمهور على الشعب التركي وعاداته وتقاليده، وهو ما ساهم أيضا في زيادة الإقبال على تعلم اللغة بشكل كبير، سواء كان ذلك من خلال برامج التعلم التي توفرها الملحقيات الثقافية للقنصليات أو حتى من خلال التعليم عن بعد عبر الجامعات ومراكز التعليم التركية. اذ يتعلم الكثير من الشباب اللغة التركية للعمل في مجال دبلجة وترجمة المسلسلات التي يتزايد عدد المتابعين لها في البلاد العربية يومًا بعد يوم.