مدينة البندقية
مدينة البندقية أو كما يطلق عليها فينيسيا واحدة من أروع المدن الموجودة في العالم، فبخلاف طبيعتها المعمارية الخاصة، هي واحدة من معجزات التصميم البشري الفريد. وصل المستوطنون الجدد إلى الجزر حوالي عام 402 ميلادي، عندما كان الغزاة البرابرة ينشرون الخراب في ربوع إيطاليا خلال القرن الخامس بعد الميلاد. كانوا يحتاجون إلى مساحات كبيرة وأساسات قوية للعيش فوقها. وكان السكان يلوذون بالبحيرة المستنقعية للحماية، حيث وجدوها ملجأً مناسبا للاختباء بين الصيادين الفقراء، الذين سبقوهم للاستيطان في البندقية.
ومع استمرار الغزوات في جميع أنحاء إيطاليا، انضم المزيد والمزيد من اللاجئين إلى المستوطنين الأوائل، ونمت الحاجة إلى بناء مدينة جديدة. وهنا بدأ تفكيرهم في طريقة آمنة لتقوية الجزر وتوسعة مسطحاتها بالإضافة إلى تصريف المياه منها للتغلب على طبيعتها الهشة. لذلك قاموا بحفر مئات القنوات وقاموا بتدعيم ضفاف القنوات بالخوازيق الخشبية. وقام المستوطنون بغرس الآلاف من الخوازيق الخشبية في الوحل بجانب بعضها البعض، بصورة متلاصقة حتى أنها تكاد تتلامس. وبعد ذلك، تمت تسوية وتقطيع قمم تلك الكتل ليقيموا منصات صلبة لأساسات منازلهم. ثم بدأوا ببناء المدينة ومد الجسور بين الجزر مع الوقت حتى أصبحت البندقية كما هي عليها حالياً.
الفريد بها أيضاً التنوعات في بنيانها، فبينما نجد فيها مباني مبنية من الطوب بتصميم ريفي خشبي للأسقف، يوجد فيها عمارة الطراز البيزنطي في العديد من الأبنية مثل كنيسة سانتا ماريا بالإضافة إلى القباب الفسيفسائية الذهبية، والأقواس الرومانية، مع الهندسة الإسلامية المعقّدة للأرضيات الحجرية التي ظهرت في مباني القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، بالإضافة إلى طراز العمارة الباروكية، والقوطية، وعمارة فترة عصر النهضة، وغيرها.
أين تقع مدينة البندقية
مدينة البندقية توجد في إيطاليا، وفرادتها أنها مبنية فوق 118 جزيرة، في منتصف بحيرة البندقية، على رأس البحر الأدرياتيكي، في شمال إيطاليا. ويعتمد دخلها بشكل رئيسي على السياحة، والخدمات العامة المرتبطة بكل القطاعات، والتجارة من استيراد وتصدير الصادرات الصناعية وبناء السفن وخصوصاً في ميستري وبورتو مارغيرا، كما يُعد إنتاج زجاج مورانو في مورانو وإنتاج الدانتيل في بورانو عمودين من أعمدة الإقتصاد الهامين في المدينة.
مساحة مدينة البندقية
تبلغ مساحة مدينة البندقية الإجمالية حوالي 414.6 كيلو متر مربع، يعيش فيها حوالي 259263 نسمة وفقًا لإحصائيات عام 2013 ميلادي. وتنقسم إداريا إلى ست بلديات. ويقع المركز التاريخي وسط بحيرة تحمل الاسم نفسه بإجمالي 118 جزيرة متصلة ببعضها البعض بأكوام من الخشب وأكثر من 400 جسر. سمحت هذه الجزر بوجود حياة حضرية في هذه المدينة. بعض هذه الجزر مرتبطة فيما بينها في حين أن البعض الآخر يبدو أكثر شتاتا. تبلغ مساحة المركز التاريخي بالهكتار حوالي 79796 الأمر الذي يجعله أحد أكبر المراكز التاريخية في إيطاليا وأوروبا. وعند حساب إجمالي مساحة المدينة والتي تشمل جزيرتي مورانوا وبورانو، وبعد استبعاد المياة الداخلية تصل إجمالي المساحة إلى نحو 1688,91 هكتار.