
مدينة الزهراء
مدينة الزهراء مدينة قديمة في الأندلس قديما، جنوب اسبانيا حالياً، وبسبب آثارها الرائعة اتخذت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو التي عقدت اجتماعها في البحرين، برئاسة الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة في عام 2018 ميلادي ، قرارا بقبول إدراج مدينة الزهراء ضمن قائمة المناطق الأثرية العالمية التي تجب المحافظة عليها.
قصة المدينة تعود حين بدء الخليفة عبد الرحمن الناصر فى إنشاء مدينة الزهراء سنة 325 هجرية الموافقة لعام 936 ميلادي، وسبب بنائها كان أن الخليفة وجد أن قصور الأمراء في قرطبة لا تليق بخليفة المسلمين في الاندلس. كما أراد الخليفة أن يحسن أماكن إستقبال السفراء الذين يأتون إلى مدينة قرطبة. وبسبب إمتلاء قرطبة بالناس والبيوت وصل التمدد العمراني قرب قصر الرصافة، فهنا ظهرت فكرة إنشاء مدينة الزهراء كمدينة ملكية تحتوي على قصوره وقصور الأمراء، وفي الوقت نفسه يستقبل الخليفة الوفود القادمة في مكان لائق.
وفي رواية أخرى يُقال إن الخليفة عبد الرحمن بنى مدينة الزهراء لزوجته المفضلة الزهراء حتى أنه سماها باسمها. وأراد حينها أن يذكّرها بموطنها في سوريا حيث الجبال التي تغطيها الثلوج البيضاء، فأحاط مدينته الجديدة بأشجار اللوز والكرز، واستبدل الثلج بأزهار بيضاء ناعمة.
أين تقع مدينة الزهراء
كان موقع مدينة الزهراء في الأندلس شمال غرب مدينة قرطبة على بعد 6 كيلو متر منها، ولقد بنيت المدينة في ذلك الوقت فوق جبل يسمى جبل العروس، وكان لذلك سبب معماري وجيه، حيث كانت مياه الامطار تسقط فوق سطح الجبل وتهبط المياه من على السطح مما سيسهل توفير المياه لمدينة الزهراء مع وجود شكل جمالي خلاب يجعلها محط إعجاب من يزورها.

مساحة مدينة الزهراء
لم تذكر الروايات مساحة مدينة الزهراء الداخلية بأرقام واضحة، لكن الإجماع كان على أنها تميزت بضخامتها؛ ففي احدى الروايات يقال أن جدرانها الخارجية كانت تمتد على مساحة 1518 مترًا من الشرق إلى الغرب، و745 مترًا من الشمال إلى الجنوب. ويُعتقد أنه قد شارك ببنائها 10000 عامل على الأقل. واستغرق بناؤها مدة 40 عامًا. ويذكر المؤرخ ابن عذارى أن الخليفة كان يجلب كل يوم 6 آلاف صخرة لبناء مدينة الزهراء من قرطاجنة أو قرطاجة، كما وصل عدد السرايا المبنية إلى 4313 سارية، جلب منها الخليفة 1013 سارية، وأهدى إليه امبراطور البيزنطي ثيوفيليوس 140 سارية، وبلغ عدد مبانيها 4000 مبنى من قصور وبيوت وحمامات ومساجد، وكان عدد أبوابها 15000 باب كلها مزينة بالنحاس.
وينقل التاريخ قصصا تقول أن المدينة لم تعمّر طويلا كقاعدة ملوكية، خصوصًا بعد أن نقل المغتصب المنصور مركز الحكم الى قصر جديد خاص به في عام 981. وبين العام 1010 ميلادي و 1013 ميلادي، دمّر جنود أمازيغ المدينة فأجبر أهلها على تركها.