
مدينة بريبيات
سميت المدينة بمدينة الأشباح فلا يوجد شخص واحد يعيش في بريبيات التي تحولت إلى أكثر مدن العالم رعبًا بعد كارثة تشيرنوبل.
بدأت قصة نهاية المدينة في عام 1986 ميلادي في الواحدة بعد منتصف الليل، حين انفجر المفاعل الرابع من محطة تشيرنوبل، مما أدى إلى موت أربعة من العاملين على الفور، ولكن الانفجار لم يتوقف عند هذا الحد، بل بدأ يأخذ حيزا أكبر وزادت الحرائق التي صاحبتها الأدخنة و الأبخرة المحملة بالمواد المشعة، ومع حركة الرياح والهواء بدأت هذه المواد في الانتشار، حتى أنها تعدت حدود بريبيات وانتشرت في معظم أجزاء القارة، وذلك أثناء نوم أغلب سكان القرية، وبالتالي تم إخلاء المدينة في وقت متأخر نسبيًا، بعد أربعين دقيقة من الانفجار، الأسوأ أن المدينة لم يكن فيها سوى مستشفى واحدة وثلاثة مراكز طبية صغيرة وبالتالي لم تتمكن من استيعاب الكارثة.
فيما بعد جاءت التقارير لتؤكد أن هناك حوالي 7 طن من الطاقة المشعة قد تسربت، وسببت لسكان المدينة التسمم الإشعاعي، حينها هرب السكان من القرية، واعتقدت الحكومة أنه أمر مؤقت وأنهم سيعودون من جديد، لكن حتى اليوم لم يعد أي من السكان إلى بريبيات.
أين تقع مدينة بريبيات
تقع مدينة بريبيات في اوكرانيا وفي الشمال. وكان يسكنها العمال الذين كانوا يعملون في مفاعل تشرنوبل النووي. بل أن المدينة كلها بنيت من أجل المفاعل، وسكن مع العاملين بالطبع أسرهم وذووهم، ومع مرور الوقت دبت الحياة في المدينة بشكل طبيعي. ثم بدأ عدد سكانها في التزايد، حيث وصل عدد سكان بريبيات في ذلك الوقت الى حوالي خمسين ألف نسمة، وكان هناك آمال بأن يتضاعف العدد في السنوات المقبلة.
مساحة مدينة بريبيات

على مساحة 8 كيلو متر مربع، بدأت قصة تلك المدينة الصغيرة حين بنيت سنة 1970 ميلادي، عندما كانت أوكرانيا في ذلك الوقت جزءاً من الإتحاد السوفيتي بصفتها محافظة، وقد بني فيها مفاعل تشرنوبل عام 1979 ميلادي، لغرض بناء البرنامج النووي المدني للطاقة الكهربائي.
قتلت هذه الحادثة الآلاف ومرض بسببها 99% تقريبا من سكان المدينة بالعديد من الأمراض الخطرة، وقد أصيبت كل السيدات الحوامل بتشوه في الأجنة، بخلاف أعداد كبيرة من الإصابة بالسرطان. وبعد كارثة تشرنوبل تحولت المدينة الى مدينة مهجورة، رحل سكانها تاركين خلفهم كل شيء كمتعلقاتهم الشخصية وملابسهم، فلم يسمح لسكانها ان يأخذوا أي شي سوى حقيبة صغيرة فيها بعض الكتب والوثائق، بشرط أن تكون تلك الأشياء لم تتعرض للتلوث. ولفترة طويلة تحولت المدينة الى متحف يوثق هذه الحقبة من تاريخ الاتحاد السوفيتي. ولكن في أوائل القرن الحالي نهبت القرية عن آخرها لتحصل على لقب أهم مدينة مهجورة بسبب كوارث الإنسان على مستوى العالم.