
مدينة الأبيض
تتميّز مدينة الأبيض بأنّها من أهم وأكبر المدن السودانية، بالإضافة إلى أنّها تشتهر بوجود أكبر سوق خاص بالمحاصيل النقدية على مستوى السودان ككل، وتضم البورصة الأكبر للصمغ العربي على مستوى العالم، كما تعتبر مركزاً رئيسياً للتجارة والزراعة، وهي مكان لعبور خط الأنابيب النفطية التي لها امتداد ما بين الجهة الجنوبية والشرقية للوصول إلى ميناء بورسودان المتميّز بموقعه على البحر الأحمر، وجميع هذه المميزات جعلت الأمم المتحدة تتخذ منها مقراً رئيسياً لقاعدتها اللوجستية.
وبالحديث عن سبب التسمية فهناك قصة متداولة في المدينة تتحدث عن أن حماراً أبيض اللون تملكه امرأة كبيرة السن تسمى منفورة، هذا الحمار استطاع اكتشاف مورد للمياه في المكان الذي قامت عليه المدينة، فأخذ الناس في البوادي القريبة يذهبون إلى ما أسموه آنذاك بمورد الحمار الأبيض الذي أصبح لاحقاً مورد الأبّيض لجلب ما يحتاجونه من ماء، ثم استقر بعضهم حوله وتحول مورد الحمار الأبيض إلى قرية الأبيّض أو اللبيّض، وهناك أيضاً رواية أخرى شهيرة يتناقلها كبار السن تتحدث عن أن الأبيض هو اسم المجرى المائي في جنوب المدينة الحالية خور أبيض، وسمي كذلك لصفاء مياهه وتمت تسمية المدينة على اسمه.

أين تقع مدينة الأبيض
تقع المدينة في جنوب السودان وتحديداً في وسط الولاية على ارتفاع 1900 قدم عن مستوى سطح البحر، وتبعد حوالي 292 ميل جنوب غربي الخرطوم و446 ميل شرقي مدينة الفاشر. كما تتركز بالقرب منها معظم مدن كردفان مثل أم روابة والرهد وأبو زيد والنهود وبارا والدلنج.
وتعتمد في اقتصادها على القطاع الصناعي بشكل أساسي، وخصوصاً الصناعات التحويلية والخفيفة التي تعتمد بشكل أساسي على الانتاج الزراعي، ويشمل هذا القطاع معاصر زيوت السمسم والفول السوداني، بالإضافة إلى المصانع الخاصة بطحن الغلال، ومصانع منتجات للألبان، ومصانع الأثاث والقطع الخشبية، وبها مناطق صناعية، وسوق للمواشي يعتبر من أكبر أسواق المواشي في السودان. كما توجد في المدينة مستودعات للبترول ومصفاة لتكرير النفط تأسست في عام 1997 م، بطاقة إنتاجية قدرها 10 ألف برميل يومياً، إزدادت في عام 1999 م إلى 15 ألف برميل من خام البترول الذي كان ينقل إليها عن طريق السكك الحديدية من حقول نفط هجليج ومن ولاية الوحدة بجنوب السودان وتنتج النافتا والكيروسين.
مساحة مدينة الأبيض
الأبيض هي عاصمة ولاية كردفان والتي تبلغ مساحتها 379,312 كيلو متر مربع. ويسكن على أرض هذه المدينة ما يزيد على 340,940 نسمة، ويعود تاريخ تكون النسيج الإجتماعي للمدينة من اختلاط العديد من القبائل المحلية بالقبائل العربية الوافدة، ثم شهد مجتمع المدينة في القرن التاسع عشر خلال العهد التركي وجود عدد كبير من الجاليات الأجنبية ومنها الإغريق، الشوام، الأقباط، الهنود، الأرمن، اليهود، وهو ما ساعد على تنوع الثقافات في المدينة.