
مدينة ملتان
تتمثل شهرة مدينة ملتان الباكستانية في كونها شهدت العديد من الصراعات على مر التاريخ لأنها تقع في طريق غزو كبير من آسيا الوسطى، حيث يعود أقدم تاريخ للمدينة في عهد الإسكندر الكبير. ويعتقد بأن المدينة هي نفسها الملقبة بماي يوس ثان حينما اقتحمت قوى الإسكندر الكبير القلعة بعد رؤية ملكهم مجروحاً وفاقداً للوعي في ساحة المعركة. في منتصف القرن الخامس هاجمت المدينة مجموعة من الهائمين بقيادة تورمان، واستطاعوا احتلال المدينة لكنهم لم يبقوا فيها، ثم عاد إليها الحكم الهندوسي.
تستمر قصة المدينة في القرن السابع حين وصل إليها الفاتحون المسلمون ولكنهم لم يغزوها. لكن بعد عدة عقود فتحها القائد المسلم محمد بن قاسم الثقفي مع بلاد السند. ومنذ قدوم الثقفي حكمها المسلمون وحكمها الرند أحفاد الأمير حمزه العباسي وفي رواية أخرى بني العلاف، لعقود ومن أشهر حكامهم الملك شاكر الرند والذي حكمها من سنة 1550 ميلادي إلى سنة 1565 ميلادي، حيث كان يلقب بملك نيودلهي وبنجاب والسند ومكران، بالإضافة إلى الأمير بكر حسن الرند.
بعد مئات السنين هاجم السلطان محمود الغزنوي المدينة مرتين، وهو من الغزنويين، وجاء من بعده المغول الذين حكومها لحوالي 200 سنة. وفي ذلك الوقت عرفت باسم دار الأمان، وقد بني فيها العديد من المباني سريعاً. وحكمت بعد ذلك من كابل بواسطة بعض السلالات الأفغانية لفترة من الزمن. وعندما استقلت باكستان عام 1947 ميلادي، كانت المدينة في وضع سيئ للغاية لافتقارها للمصانع والمستشفيات والمدارس، ولكنها سرعان ما ازدهرت وأصبحت واحدة من المدن المهمة حالياً.
أما عن سبب تسمية المدينة بهذا الإسم، فلقد سميت الملتان باسم صنم شهير هناك وهي مولا وتعني اسم الملة، واستهان وهو إسم مكان، وبعد ذلك تحول اسمها من مولاستهان الى ملتان، ولقد ذكرت تلك القصة ووصف الصنم الإدريسي في كتابه الشهير نزهة المشتاق في اختراق الآفاق.

أين تقع مدينة ملتان
تقع مدينة ملتان في جمهورية باكستان الإسلامية تقع في الجزء الجنوبي من محافظة البنجاب، شرق نهر تشناب، وهي عاصمة منطقة ملتان. وتبعد عن كراتشي حوالي 966 كيلو متر.
مساحة مدينة ملتان
تبلغ مساحة المدينة حوالي 3721 كيلو متر مربع. ويسكن تلك المساحة حوالي 1.872 مليون نسمة.
وقديماً كانت المدينة تعرف بمدينة الذهب، كما كتب المؤرخون عنها يحكون بأنها احتوت على معبد هندوسي ضخم يعيش بداخله 6000 شخص كان يعرف باسم سون ماندير. وربما كان أصل ذلك المعبد جاء في القرن الثامن عشر حين هاجمتها الجيوش السيخية عدة مرات، فحدث فيها الدمار وسلبت منها الكنوز. لكن لم يمكث فيها السيخيون كثيرا فأصبحت مستقلة مرة أخرى، ثم حكمها النواب، ثم السيخيون، حتى تم استعمار المنطقة بواسطة البريطانيين فكانت جزءا من الهند البريطانية.