ما هي درجات الشكر

ما هي درجات الشكر

Rami Hamdi by 3 Years Ago

الشكر من الأشياء التي يجب أن تلازم الانسان طوال حياته، فطوال طريقنا تحيطنا النعم التي تستحق الشكر، وقد سمّى الله تعالى نفسه الشكور والشاكر، وأمرعباده أن يتوجّهوا له بالشكر والثناء الحسن، وجعل ذلك من حقوقه على عباده، ثمّ رتّب للشاكرين منهم فضائل وخصالاً كريمةً، كحُسن المآل في الآخرة، ونيل رضوان الله تعالى على الدوام، والبركة في الرزق، والاستقرار في النعمة، وحُسن التمتّع بها على كلّ حالٍ، ثمّ أثنى الله سبحانه على أنبيائه لملازمتهم شكره في حياتهم في غير موضعٍ من الآيات التي تذكُر ذلك عن الأنبياء عليهم السلام.

ولقد قسم علماء الدين الشكر إلى ثلاثة أنواع أولها هو شكر القلب: ويكون بالاستشعار أنّ المُنعم بكلّ النِعم هو الله -تعالى- وحده، والإقرار بفضله ومنّته على العبد، وهذا من واجبات العبد تجاه ربّه، وبه يتمّ التوحيد على الوجه الذي يُرضي الله تعالى. وهناك أيضاً شكر اللسان وهو التلفّظ بالشكر، فهو إتمام ما وقر في القلب من إقرارٍ بالنعمة ومُنعمها، ومن ثمّ يكون اشتغال اللسان بالشكر والثناء على الله -تعالى- بالمحامد. أما النوع الثالث فهو شكر الجوارح: ويكون بتسخير العبد جوارحه في سبيل طاعة الله -تعالى- ورضوانه، وإتيان ما أمر به أن يؤتى، والانتهاء عمّا نهى عنه، كما يكون الشكر بتسخير النِعم لمرضاة الله تعالى، مثل: الشكر بإعطاء الصدقات.

ولقد بين ابن القيم في مدارج السالكين، أن بين الحمد والشكر عموما وخصوصا من وجه؛ فقال: وَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِي الْفَرْقِ بَيْنَ الْحَمْدِ وَالشُّكْرِ أَيُّهُمَا أَعْلَى وَأَفْضَلُ؟ وَفِي الْحَدِيثِ: الْحَمْدُ رَأَسُ الشُّكْرِ، فَمَنْ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ لَمْ يَشْكُرْهُ.

وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا: أَنَّ الشُّكْرَ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ أَنْوَاعِهِ وَأَسْبَابِهِ، وَأَخَصُّ مِنْ جِهَةِ مُتَعَلَّقَاتِهِ. وَالْحَمْدُ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ الْمُتَعَلَّقَاتِ، وَأَخَصُّ مِنْ جِهَةِ الْأَسْبَابِ. اهـ.

أما مراتب الشكر أو درجاته، فقد ذكر ابن جزي أنها ثلاث، وجعل أعلاها: أن يغيب الشاكر عن النعمة بمشاهدة المنعم.

فقال في التسهيل: والشكر على ثلاث درجات: فدرجات العوام: الشكر على النعم، ودرجة الخواص: الشكر على النعم والنقم، وعلى كل حال، ودرجة خواص الخواص: أن يغيب عن النعمة، بمشاهدة المنعم. اهـ.

كما قسم ابن القيم درجات الشكر إلى ثلاث أيضا، وجعل أعلاها: ألا يشهد العبد إلا المنعم.

فقال في مدارج السالكين: الشُّكْرُ عَلَى ثَلَاثِ دَرَجَاتٍ: الدَّرَجَةُ الْأُولَى: الشُّكْرُ عَلَى الْمحَابِّ، الدَّرَجَةُ الثَّانِيَةُ: الشُّكْرُ فِي الْمَكَارِهِ، الدَّرَجَةُ الثَّالِثَةُ: أَنْ لَا يَشْهَدَ الْعَبْدُ إِلَّا الْمُنْعِمَ. فَإِذَا شَهِدَ الْمُنْعِمَ عُبُودِيَّةً: اسْتَعْظَمَ مِنْهُ النِّعْمَةَ. وَإِذَا شَهِدَهُ حُبًّا: اسْتَحْلَى مِنْهُ الشِّدَّةَ. وَإِذَا شَهِدَهُ تَفْرِيدًا: لَمْ يَشْهَدْ مِنْهُ نِعْمَةً، وَلَا شَدَّةً.. وهَذِهِ الدَّرَجَةُ يَسْتَغْرِقُ صَاحِبُهَا بِشُهُودِ الْمُنْعِمِ عَنِ النِّعْمَةِ.

 

إضافة التعليقات

.