تُعد الأمراض الجلدية من أكثر الأمراض التي تسبب إزعاجاً لصاحبها لأنها غالباً ما تكون مصحوبة بأعراض مثل الحكة والاحمرار. وبما أن الجلد يؤثر على باقي أعضاء الجسم، فقد يسبب لاحقاً بحدوث أمراض داخلية في جسم الإنسان.

من هنا، يتحّدث الدكتور صلاح عمر الخراز، اختصاصي أمراض جلدية في مركز مون لايت في دبي، عن مرض الصدفية، أسبابه وطرق علاجه.  

أسماء كبيرة في هوليوود تعاني من هذا المرض. نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان رفضت أن تخفي مرضها وشاركتنا جميع المراحل التي مرّت بها. العارضة والممثلة ووجه علامة Dior البريطانية كارا ديليفين سارت على مدرّجات عروض أهمّ الدور العالمية وهي تعاني من هذا المرض الجلدي. 

الصدفية: ما هو هذا المرض؟

يُعد مرض الصدفية من الأمراض الجلدية الشائعة المزمنة وغير المعدية، الذي غالباً ما يكون سببه عوامل جينية وبيئية معقدة تؤدي إلى اضطراب في الجهاز المناعي للجسم، بحيث يهاجم نوع من الخلايا المناعية المسؤولة عن محاربة الأجسام والمواد الضارة والغريبة خلايا البشرة الصحية عن طريق الخطأ، فيستجيب الجسم لهذا الهجوم بزيادة إنتاج خلايا الجلد الصحية بسرعة وطريقة مفرطة ولا يستطيع الجلد الميت الانسلاخ بنحو سريع بصورة متكافئة ما يؤدي إلى تراكمه على شكل بقع سميكة على سطح الجلد، وتستمر هذه العملية بشكل متواصل ما لم يتم اتخاذ القرار المناسب لعلاج هذا المرض. 

المضاعفات

إن المرضى المصابين بالصدفية هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذه الأمراض، وبناء على شدة المرض قد تكون نتيجة المضاعفات مباشرة أو غير مباشرة مثل: التهابات الجلد البكتيرية، التهاب المفاصل المناعي، اضطرابات والتهابات العيون، داء السكري من النوع الثاني، أمراض القلب والأوعية الدموية، الأمراض المناعية الأخرى مثل تصلب الأنسجة والتهاب الأمعاء المناعي (مرض كرون  Crohn Disease)، أمراض الكلى، الاكتئاب، العزلة الاجتماعية وانخفاض مستوى الثقة بالنفس.  

صدفية الرأس

أشار د. صلاح إلى وجود حالات كثيرة لمرضى يعانون من قشرة الرأس لفترة طويلة وبالتالي لا تستجيب لأي علاج تقليدي أو شامبو للقشرة، وعند الفحص، فإن الطبيب المختص يستطيع بسهولة التأكد بأن المريض يعاني من صدفية الرأس، التي تظهر على شكل سطح أحمر مغطّى بقشور فضية أو بيضاء مع وجود التهاب في فروة الرأس، وقد تكون الإصابة محصورة في بقعة صغيرة أو تمتد لتشمل كامل فروة الرأس والجبين وخلف الأذنين. 

العلاجات

يؤكد د. صلاح أنه من أهم أهداف العلاج هو إيقاف عملية إنتاج فائض من خلايا الجلد، وإزالة الجلد الزائد وجعل السطح ناعماً؛ وبذلك تنقسم علاجات مرض الصدفية إلى أربعة أقسام: علاجات موضعية، علاجات عن طريق الفم، المعالجة بالضوء، والعلاج البيولوجي بالحقن. 

لا بد من الإشارة إلى أنه يجري اختيار نوع العلاج بناءً على نوع المرض، شدّته، ومكان الإصابة، وتُدمج أحياناً هذه العلاجات للحصول على النتائج المطلوبة.

العلاجات الموضعية: تشمل كريمات ومراهم للدهن تحتوي في الأغلب على مادة الكورتيزون ومواد مرطبة وتُعد فعالة في معالجة الحالات الخفيفة حتى المتوسطة.  

العلاجات عن طريق الفم: تُستعمل في الحالات الحادة أو التي لا تتحسّن بالعلاجات الأخرى وتعمل هذه الأدوية على ضبط الجهاز المناعي في الجسم.  

المعالجة بالضوء phototherapy: حيث يتمّ العلاج عن طريق تعريض الجلد للأشعة الفوق البنفسجية سواء الطبيعي منها أو الصناعي.  

العلاج البيولوجي بالحقن: من أحدث الطرق في علاج الصدفية وما زال حتى الآن في تطوّر مستمر، حيث أنه أثبت فعاليته في علاج الحالات المقاومة للعلاجات التقليدية.