تحاول المرأة جاهدة في عصرنا اليوم المحافظة على جسم سليم، بشرة سليمة، نضرة ودائمة الشباب، فكثيرًا ما تقرأ عن هذه المواضيع وتغوص في الأبحاث سواء علميّة، طبيعية أو تجميلية، غير أن "نواعم" سوف تنقل إليك تجربة حيّة عاشتها خلال زيارتها لبانكوك – تايلاند، وبالتحديد الى منتجع "شيفا سوم" أو "Chiva Som" في منطقة "Hua Hin" التي تبعد حوالى ثلاث ساعات عن مدينة بانكوك.
Chiva Som؛ أي "جنة الحياة"، منتجع صحيّ مخصّص لطبقة معيّنة من الناس؛ كسيدات ورجال الأعمال، النجوم، الأرستقراطيين، الأثرياء وكل من يلجأ الى الراحة، الحياة الصحّية، تجديد الشباب وخصوصًا الابتعاد عن العالم الخارجي.
فبمجرّد الدخول الى المكان تشعرين بحياة متجددة، تشعرين بالشباب ينبض في دمك وجسمك وبشرتك وكأنك بالفعل ولدتِ من جديد. يتميّز هذا المنتجع بكافة الوسائل لتنشيط الجسم، العقل والروح، من أبسطها كالطبيعة الخلّابة التي تطغى على المكان الى الشاطئ الهادئ حيث يمكنك ممارسة رياضة الصباح كاليوغا، الجري، وركوب الخيل، والغرف المزودة بكافة وسائل الراحة ومنها المطلة على الشاطئ أو على الشلالات والطبيعة، أو وسائل التغذية الصحية من مأكولات وفواكه وعصير طبيعي الى رياضات واستشارات طبية.
غير أن "شيفا سوم" يخصّص لكل ضيف البرنامج الخاص به، حسب متطلباته، فمنهم من يقصده للعناية بالجسم والبشرة، ومنهم من يقصده للتنحيف وتنظيف الجسم من سموم المأكولات والمشروبات غير الصحّية، ومنهم للاستشفاء، أو للراحة والاستجمام والسلام الداخلي وليبتعد عن الحياة الخارجية، أو للحفاظ على النضارة والشباب، فهو المكان المناسب حيث تنعم بالراحة والاسترخاء والاستعادة والتجديد وإعادة التوجيه الى حياة سليمة. إنه فعلًا جنة على الأرض.
من مميزات "شيفا سوم" أولًا الاهتمام بالضيف لحظة وصوله، ولهذه الغاية خُصص سبعة أشخاص لكلٍّ اختصاصه لتحديد مستلزمات الضيف ولتأمين وسائل الراحة التي هو بحاجة إليها، ففي شيفا سوم رغباتكم أوامر.
غير أن الدخول الى "شيفا سوم" هو بمثابة الدخول الى الجنة، حيث يفصلكم المكان عن الحياة الخارجية لكي تنعموا بالهدوء، فلا هواتف نقالة، لا حواسب، لا كاميرات، لا انترنت، لا ملابس فاخرة، لا مجوهرات... كل ما تحتاجين إليه هو ملابس رياضية ومريحة وملابس للنوم، وأهم من كل ذلك "شيفا سوم" ليس مكانًا للأولاد دون الـ16 سنة من العمر، إذ لا بكاء، لا ضوضاء.
58 غرفة من ثلاث فئات، منها المطلة على البحر، المطلة على الطبيعة التايلاندية، والفاخرة أو "Suite"، تتميّز جميعها بالبساطة والألوان المريحة التي تساعد على الاسترخاء والنوم كالباستال، لا زخارف ولا أشياء فاخرة، والجدير بالذكر أن "شيفا سوم" يُقدم لك في كل غرفة لائحة تتضمّن 14 نوعًا مختلفًا من الوسائد لتختاري منها الوسادة التي تفضّلين لتنعمي بنوم هادئ، فمنها الوسادة الريش الناعمة، والوسادة البوليستر المتوسطة النعومة، الوسادة العالية والمنتفخة الخ... كما يوضع قرب كل سرير فيل صغير (والفيل هو شعار تايلاند) تضعينه على السرير عند الصباح إذا كنت ترغبين في أن تُغسل الشراشف، غير أنهم لا يغيّرون الشراشف يوميًا إلا عند رغبة الضيف، وذلك للحفاظ على البيئة وعلى استهلاك كمية المياه، كما يزوّد الزوّار في غرفهم كل صباح بفنجان ماء فاتر ممزوج بعصير الحامض لشربه على الريق بهدف تنظيف الجسم من تراكم المواد السميّة.
أما للضيوف الذين يأتون الى "شيفا سوم" وحدهم، فقد خصّصت لهم طاولة للمحادثة، وهي طاولة الطعام حيث يجلس كل ضيف قادم وحده ويريد التعرّف والمشاركة في الأحاديث كي لا يشعر بالوحدة.
تتميّز الطبيعة في "شيفا سوم" حيث الأشجار والأزهار والنباتات، التي كبرت وحدها من الطبيعة، فهي لم تُستورد كما لم تُزرع بل هي نبتت مع افتتاح المكان وما زالت. أما الشيء الآخر المميّز في "شيفا سوم" فهو أن كل شيء طبيعي يُقطف من الأرض، سواء مأكولات أو مشروبات أو فاكهة، فشيفا سوم له مزرعة خاصة به حيث تُزرع 30 نوعًا من أزهار الأوركيده، 30 نوعًا من الخضروات، 30 نوعًا من الأعشاب، 6 أنواع من الفطر و5 أنواع من الفواكه، يتميّز المكان بتنوّع شراب العصير الذي يقدّمه، منها غير المألوف في حياتنا العادية كعصير الشمندر والخيار، كما يتميّز باستعمال الأعشاب التي تضفي الطعم اللذيذ على الأكل، كل شيء من الطبيعة خالٍ من المواد الكيماوية، طريقة تحضير الطعام بطريقة صحي، التنويع في الطعام بشكل يرضي جميع الأذواق، كمية طعام صحّية.
كذلك يتمتع "شيفا سوم" بـ200 وسيلة شفاء طبيعية، كالمساجات المركّزة والعقاقير الطبيعية المقطّرة من الأعشاب والأزهار، فضلًا عن التمارين الرياضية والتأمل، كما توجد مكتبة حيث يسترخي الضيوف ومحبّو القراءة.
ولذوّاقة الموسيقى وقتهم الخاص أيضًا، حيث يستمتعون بعازف البيانو الذي يعزف 6 ليالٍ في الأسبوع منذ 16 عامًا.
وبما أن "شيفا سوم" حائز ترخيصًا رسميًا كمنتجع صحّي يمارس الاستشفاء، فقد مُنع التدخين في كافة أرجائه، وعلى كل من يرغب في التدخين النزول الى الشاطئ.
"نواعم" زارت هذا المكان وهو بالفعل جنة الحياة على الأرض، فتمتعي بالصور.