لا شيء أجمل من رمضان سوى انتظاره... لذلك تُعتبر ليلة الرؤية من أهم الليالي التي تتهيّأ لها العائلات العربية بطقوس خاصة تؤكد أهميتها.

ينتظر الجميع الآن الإعلان عن رؤية الهلال في وسائل الإعلام.. لكن الأمر لم يكن كذلك في الماضي، حيث اتخذت رؤية الهلال قديماً شكلاً احتفالياً، فكان قاضي القضاة يخرج لرؤية الهلال ومعه القضاة الأربعة كشهود ومعهم الشموع والفوانيس، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين وفي المآذن وتضاء المساجد، ثم يخرج قاضي القضاة في موكب تحف به جموع الشعب حاملة المشاعل والفوانيس والشموع يُدعى موكب الرؤية حتى يصل إلى داره، ثم تتفرّق المجموعات إلى أحيائها معلنة الصيام.

ومع بدء الاحتفال الكرنفالي تُطلق المدافع وهي عادة قديمة تعود إلى مصر المملوكية سنة 859 هجرية ومنها انطلقت إلى باقي البلدان العربية ولا تزال إلى يومنا هذا.. ثم يتبادل الناس التهاني..

وينطلق الأطفال مردّدين أغاني رمضان الساحرة بفوانيسهم المضيئة.

ولا ننسى بالطبع انطلاق المسحراتي أو أبو طبيلة لممارسة دوره في إيقاظ الصائمين لتناول سحورهم الأول بالدق على طبلته دقاً أثيراً معروفاً للجميع مردداً: اصحى يا نايم وحّد الدائم، مقابل الحصول على الصدقات والزكاة من الناس الذين كانوا يعتمدون عليه اعتماداً تاماً قبل ظهور المنبهات والكهرباء.

ثم تستعد الشوارع خاصة في المناطق الشعبية وتتحول إلى شكل كرنفالي من خلال "الزينات" التي تعلق بها، مع حبال من اللمبات الكهربائية الملونة تتوّجها فوانيس، يتنافس صبية الأحياء المختلفة في صنعها على أفضل شكل... ويكتمل عقد الطقوس الخاصة مع حضور الشهر الكريم من ليلته الأولى وحتى الأخيرة.