نظرا لما تمثله الأحلام للكثيرين في محاولات فهم أغوار أنفسهم، كما لها من إشارات روحانية في بعض الأحيان قد يلجأ البعض إلى اختلاق فكرة رؤيتهم لإحدى الرؤى أو الأحلام لإضفاء مصداقية لوجهات نظرهم أو أفكارهم، وهو سلوك غير محبب على الإطلاق.
وحيث أن الدين الإسلامي تطرق لكل جوانب الحياة، وأشار إلى السلوكيات أو العادات المحببة والمكروهة على السواء، فقد أشار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في
سنته النبوية إلى مدى سوء الكذب في الرؤى والأحلام.
فعن
واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أعظم الفِرَى، أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يُري عينيه في المنام ما لم تَرَيا، أو يقل عليَّ ما لم أقل." أخرجه
البخاري
والفرى يعني الكذب، وقد استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف أعظم الكذبات هو القول بأنك قد رأيت رؤيا لم تراها عيناك، وذلك لعدة أسباب:
- الكذب، حيث ينهى الدين الإسلامي عن الكذب في كافة الأحوال، حيث أنه سلوك سيء يؤدي للكثير من الشرور في المجتمع.
- الكذب على الله، ولذلك فقد قام رسولنا الكريم بتعظيم هذا السلوك البغيض، حيث أنك لا تقوم بالكذب فقط، بل تكذب على الله وتقول بأنه أرسل إليك إشارة أو وحيا أو رسالة، وهو ما لم يحدث بالفعل.
- أيضا، فأنت فقط لم تكذب على الله، بل إنك تتكسب بشكل ما من وراء هذا الكذب في المنام، مما قد يكون فيه إيذاء لغيرك من الأشخاص الذين صدقوك بناء على هذه الرواية.
نتيجة لهذه الأسباب فقد نهى رسولنا الكريم عن الكذب في الرؤى والأحلام لما لها من نتائج سلبية وسيئة على المجتمع بشكل عام، بالإضافة إلى مساسها بالذات الإلهية لما فيها من كذب على الله.