الصراحة

يعتقد البعض أن قولك لرأيك بصراحة وصدق يعني أن تكون وقحا، تتجاوز حق الآخر وتسيء إليه دون الأخذ في الاعتبار قواعد الأدب والتهذيب. لكن هذا غير حقيقي ويوجد فرق كبير بين الصراحة والوقاحة.

تعتبر الصراحة قول الآراء والأفكار والمعتقدات بصدق تام. الصراحة هي التحدث والعمل بصدق.  تُعرف الصراحة على أنها جودة الصدق وقول الحقيقة بكل تجرد. الصراحة تعني النزاهة التي تمهد الطريق لمزيد من الصدق.

الأشخاص الجديرون بالثقة والصادقون يجتذبون أصدقاء جديرين بالصراحة. الصراحة هي أن تثق في الرأي الذي يقال لك. الأشخاص الذين يمتازون بالصراحة يثق بهم الآخرون. الصراحة تجعل حياتك أكثر صدقا، وتكون أسهل بكثير إذا لم يكن لديك ما تخفيه.

الصراحة من السلوكيات النزيهة التي تعبر عن ذاتية الشخص، وشخصيته الحقيقية  دون الحاجة إلى تزييف أو تجميل أو مجاملة أو تذويق الكلمات.

الوقاحة

الوقاحة سلوك متعجرف يشبه الإهانة أو القول الفظ الجريء. الوقاحة هي السلوكيات التي تتسم بالإساءة. الوقاحة هي قلة الحياء أو الاقبال الشديد على فعل الوقائح.

تشتمل الوقاحة على التصرفات الطائشة، السلوكيات الجارحة غير المهذبة التي تتسم بقلة الأدب، والانحراف السلوكي.

الوقاحة من السلوكيات السيئة عكس الصراحة، لأنها تمتد إلى التجاوز في حق الشخص، وشخصه، الإساءات والإهانات.

ما الفرق بين الصراحة والوقاحة

هناك شعرة بسيطة وخط فاصل صغير بين الصراحة والوقاحة، فالصراحة هي قول الصدق بنزاهة وشفافية مهما كلفك الأمر حتى لو تعارض هذا مع الشخص الذي تصارحه، أو قد لا تتوافق مع أفكاره أو معتقداته، والصراحة جزء أساسي منها التعبير عن ذاتك بحرية، وأفكارك ومشاعرك ومعتقداتك.

أما الوقاحة فتعني التجرأ على السلوكيات غير المهذبة، غير المؤدبة في حق الشخص الذي توجه له كلماتك وسلوكياتك غير اللائقة. في حين أن الوقاحة تعني قلة الحياء والاجتراء الشديد نحو فعل القبائح.

الوقاحة تعني الفظاظة في القول والفعل والتصرف والسلوك، كما تقول الآية الكريمة في القرآن الشريف وإن كنت فظا غليظا لانفضوا من حولك. لأنها سلوك غير مرحب به، بل إنها من السلوكيات المنفرة الغليظة.

الوقاحة مؤذية للآخرين، فمثلا أن تقول لأحدهم أنه قبيح الخلق، أو أنه شخص لا يطاق، وهكذا تلك الفجاجة في التعبير أو أن ترتكب سلوكيات غير اخلاقية.

قد يعتقد البعض أن الوقاحة سلوك من السلوكيات الصادقة، لكنها من الأساليب غير الشريفة وغير اللائقة التي تنافي الآداب العامة والذوق وقواعد اللباقة واللياقة.