الشخصية السيكوباتية

تتكون كلمة ” سيكوباتي” من مقطعين هما سيكو psysho ومعناها نفس وكلمة path ومعناها شخص مصاب بداء معين، ويشير هذا المعنى إلى انحراف الفرد عن السلوك السوي والانحراف في السلوك المضاد للمجتمع والخارج على قيمه ومعاييره ومثله العليا، ومن ثم فإن الشخص السيكوباتي هو الشخص المريض النفسي أو الذي يعاني من اعتلالات واضطرابات عقلية ونفسية. والشخصية السيكوباتية هي شخصية مركبة من عنصرين أساسيين هما حب السيطرة والعدوانية. وهناك العديد من الأسباب التي قد تتسبب في الشخصية السيكوباتية، ومنها التربية العنيفة وغير الصحيحة إذ أنها تسهم في نشوء شخص غير سوي معادٍ للمجتمع والناس. أيضًا التجارب المؤلمة التي يتعرض الفرد لها خلال مرحلة طفولته، على سبيل المثال: التحرش المتكرر، والظلم الشديد، وقد يكون كل هذا سببا في خلق شخص مريض بالسيكوباتية. أيضًا الحرمان من الحب والحنان من مسببات هذا النوع، حيث يتسبب حرمان الطفل لا سيما في الـ 6 أشهر الأولى من عمره من والدته، في زيادة فرص إصابته بالسيكوباتية والاضطرابات النفسية.
ما هي نقاط ضعف الشخصية السيكوباتية

بالحديث عن نقاط ضعف الشخصية السيكوباتية ففي المعتاد لا يشعر الشخص السيكوباتي بتأنيب الضمير، ولا يمتلك رادعاً أخلاقياً، وبالتالي لا شيء يمنعه من إلحاق الأذى بالآخرين. يخلو من مشاعر التعاطف، ولذلك لا يضع نفسه في مكان ضحاياه، ولا يستطيع فهم شعورهم. كما أنه يواجه صعوبات جمة في علاقاته الاجتماعية، تجعله معرضاً للمشاكل في مختلف المواقف، بالإضافة إلى تراجع في المستوى الاقتصادي والاجتماعي، مما يقوده إلى ارتكاب الجرائم ودخول السجن، أو التفكير في الانتحار. كما أنه يفشل في التعلم من تجاربه، وبالتالي يستمر في اندفاعيته نحو السلوكيات الخاطئة التي تؤثر عليه، وعلى المجتمع من حوله.
كما ينعدم الشعور بالمسؤولية عند الشخص السيكوباتي، مما يجعله كالقنبلة الموقوتة التي يصعب السيطرة عليها، ومن الصعب توقع ما يمكن أن يحدث جراء ميله إلى حل الأمور بالعنف، واستعمال القوة في انتهاك الآخرين. أيضًا تعاني شخصية السيكوباتي من النرجسية، فهي شخصية أنانية لا تفكر إلا في نفسها، ولا تكترث إلى الآخرين، ولا إلى آرائهم أو ما يريدون، فالسيكوباتي يشعر أن لديه الحق في امتلاك ما لدى الآخرين، حتى وإن كان بوسائل غير مشروعة. كما يعاني الشخص السيكوباتي من المزاجية، إضافة لافتقاره للجوانب العاطفية، والذي يشكل نقصها عاملاً مساعداً في تقلب المزاج، حيث أنه يشعر عميقاً بأنه مضطهد وعديم القيمة في نظر الآخرين.