كلام عن عقوق الوالدين

كلام عن عقوق الوالدين

Marwa Magdi by 193 Days Ago

بعض من الكلام عن عقوق الوالدين

عقوق الوالدين من أكبر الذنوب التي حذر منها الإسلام، إذ يعد من الأفعال التي تقود إلى غضب الله سبحانه وتعالى وعقابه. في القرآن الكريم، جاء التحذير من عقوق الوالدين في عدة آيات، منها قوله تعالى: "وَقَضى رَبُّكَ أَلا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا" (الإسراء: 23). يتجلى في هذه الآية التوجيه بضرورة الاحترام والتعامل الحسن مع الوالدين، حتى وإن بلغوا سن الكبر، حيث يُمنع المسلم من إظهار أدنى درجات التذمر أو السلوك القاسي تجاههم.

يظهر عقوق الوالدين في عدة أشكال مثل عدم إطاعتهما، قلة التواصل معهما، أو معاملة أحدهما أو كليهما بقسوة أو عدم احترام. لا يقتصر هذا السلوك فقط على عدم الوفاء بحقوق الوالدين، بل يؤثر بشكل مباشر على حياة الشخص نفسه، حيث يترتب عليه بركة في الرزق والصحة وتراكم الذنوب. وقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه. قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة" (رواه مسلم). وبالتالي، يُعتبر بر الوالدين من أبرز الأعمال التي تقرب العبد من الجنة وتزيد من حسناته.

كلام مؤثر عن عقوق الوالدين

عقوق الوالدين أحد الأفعال التي تُؤثر في قلب الإنسان، سواء في الدنيا أو في الآخرة. فكم من شخص يعيش في زحام الحياة اليومية، غافلاً عن أهمية والديه، يتجاوز عن تضحياتهما التي لا تُعد ولا تُحصى، بل يقابل حبّهما بالإهمال أو القسوة. إن الوالدين هما مصدر الحنان، والتربية، والدعاء الصادق الذي لا ينقطع، حتى في أقسى الظروف. فقد جاء في الحديث الشريف: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، ومن أعظم صور البر بالوالدين أن يكون الابن صالحًا لهما في الدنيا، يدعو لهما في كل وقت.

وعقوق الوالدين ليس مجرد كلمة قاسية أو فعل مادي، بل هو جرح غائر في قلوب الأم والأب، فقد تعبوا في تربية الأبناء، وقدموا لهم كل ما في جعبتهم من حب وعناية، ليجدوا في النهاية أن بعض الأبناء لا يُقدرون هذا الجهد، بل يُظهِرون تجاههم القسوة والجفاء. إن بر الوالدين ليس مجرد واجب، بل هو فوز عظيم في الدنيا والآخرة. فالذين يعتنون بوالديهم، ويجعلون قلبهما مطمئنًا، هم أكثر الناس سعادة في حياتهم، لأن بر الوالدين يفتح أبوابًا من الرحمة والبركة في الحياة، ويقود إلى رضا الله، ويَكسب المرء دعاء والدته أو والده الذي لا يُخطئ أبدًا.

إضافة التعليقات

.