شعر صباحي

شعر صباحي

Aliaa by 9 Years Ago

الصباح هو بداية اليوم، والكثير من الشعراء كتبوا شعر صباحي رغبة في الحصول على بهجة اليوم الجديد ونشرها على قرائهم، واخترنا لكم هنا مجموعة من الأشعار الصباحية لكبار الشعراء.

 

المحتويات:

 

شعر صباحي لصباح الحكيم:

صباحك حبٌ وشهد وعنبر

صباحك مسك وورد وأكثر

صباحك بشرى لكل بعيدٍ

لكل غريب

أضاع الطريق وتاه تعثر

صباحك نورٌ

وقلبي الشجيّ

وهذا الزمان الشقيّ المكدّر

صباحك للحزنِ

يشفي

مصابٌ

ويروي البراري إذا ما تصحّر

...

صباحك غيثٌ وأنت الصفاءْ

وأنتَ السقاء وأنتَ الشفاءْ

لكلِ يؤوسٍ تدر الأملْ

تموتُ بقربكَ كل العللْ

...

صباحك وجهٌ لهذا الزمان

إذا مال عنهُ يغيب الأمان

صباحك عيدٌ لكل جريح

إذا طافَ حولي

شجوني تطيح

فأبدو كوردٍ بحقلٍ فسيح

وألقاك طيفا نديّاً مريحا

إذا غاب عني جراحي تصيح

...

صباحك نجم بليلي تدلى

فقام الظلام تنحّى وولى

وصار الضياء على كلّ ملقى

ودار الحنان لقلبي المعنى

صباحك لحنٌ لدربي الحزين

وصوتك وجدٌ لكلِ أنين

إذا قيل حرفٌ بهذا المكان

تفيض البوادي بشدو الحنان

فتنأى الجراح ويزهو الزمان

يصير الوجود لنا كالجنان

...

صباحك نبضٌ وأنت الحياة

صباحُكَ سلوى لكل غداة

وضوء الأماني لأمسي الفقيدْ

وفجرٌ مطلٌ بأفْقٍ بعيدْ

أدار الضياء فمال الظلام

فأيقظَ حلمي على راحتيهِ

وأضحى سواد الليالي بياضا

وغنى النخيل لشدو النسيم

.....

صباحُكَ منهُ تفوحُ العطورْ

صباحُكَ ضوءٌ لدربي الكئيبْ

وقلبي النديّ النقيّ الرطيبْ

صباحكَ هذا الصباح الطهور

إذا ما تدنى رياضي تبور

....

صباحك شعرٌ وأنتَ بها

نبيذ الأغاني لروح الدنا

,,,

صباحك يا منيتي كالأغاني

إذا ما تغنى فؤادي يعاني

...

صباحكَ شهدٌ لا يتغير

لأنكَ أصل العبير المعطرْ

فعد كي نجدّد طريقاً قديماً

لقد ضاع عمرا فلا تتأخر

إذا ما أتيت ستجفل روحي

وعين الليالي لأجلك تسهرْ

 

شعر صباحي لغادة السمان:

وتنمو بيننا يا طفل الرياح

تلك الالفة الجائعة

وذلك الشعور الكثيف الحاد

الذي لا أجد له اسماً

ومن بعض أسمائه الحب

منذ عرفتك

عادت السعادة تقطنني

لمجرد اننا نقطن كوكباً واحداً وتشرق علينا شمس واحدة

راع انني عرفتك

وأسميتك الفرح

وكل صباح انهض من رمادي

واستيقظ على صوتي وأنا اقول لك :

صباح الحب أيها الفرح

ولأني أحب

صار كل ما ألمسه بيدي

يستحيل ضوءاً

ولأني أحبك

أحب رجال العالم كله

وأحب أطفاله وأشجاره وبحاره وكائناته

وصياديه وأسماكه ومجرميه وجرحاه

وأصابع الأساتذة الملوثة بالطباشير

ونوافذ المستشفيات العارية من الستائر ...

لأني أحبك

عاد الجنون يسكنني

والفرح يشتعل

في قارات روحي المنطفئة

لأني أحبك

عادت الألوان إلى الدنيا

بعد أن كانت سوداء ورمادية

كالأفلام القديمة الصامتة والمهترئة ...

عاد الغناء إلى الحناجر والحقول

وعاد قلبي إلى الركض في الغابات

مغنياً ولاهثاً كغزال صغير متمرّد ..

في شخصيتك ذات الأبعاد اللامتناهية

رجل جديد لكل يوم

ولي معك في كل يوم حب جديد

وباستمرار

أخونك معك

وأمارس لذة الخيانة بك.

كل شيء صار اسمك

صار صوتك

وحتى حينما أحاول الهرب منك

إلى براري النوم

ويتصادف أن يكون ساعدي

قرب أذني

أنصت لتكات ساعتي

فهي تردد اسمك

ثانية بثانية ..

ولم (أقع) في الحب

لقد مشيت اليه بخطى ثابتة

مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما

أني (واقفة) في الحب

لا (واقعة) في الحب

أريدك

بكامل وعيي

أو بما تبقى منه بعد أن عرفتك !

قررت أن أحبك

فعل ارادة

لا فعل هزيمة

وها انا أجتاز نفسك المسيجة

بكل وعيي (أوجنوني)

وأعرف سلفاً

في أي كوكب أضرم النار

وأية عاصفة أطلق من صندوق الآثام ...

وأتوق اليك

تضيع حدودي في حدودك

ونعوم معا فوق غيمة شفافة

وأناديك: يا أنا ...

وترحل داخل جسدي

كالألعاب النارية

وحين تمضي

أروح أحصي فوق جسدي

آثار لمساتك

وأعدها بفرح

كسارق يحصي غنائمه

مبارك كل جسد ضممته اليك

مباركة كل امرأة أحببتها قبلي

مباركة الشفاه التي قبلتها

والبطون التي حضنت أطفالك

مبارك كل ما تحلم به

وكل ما تنساه !

لأجلك

ينمو العشب في الجبال

لأجلك

تولد الأمواج

ويرتسم البحر على الأفق

لأجلك

يضحك الأطفال في كل القرى النائية

لأجلك

تتزين النساء

لأجلك

اخترعت القبلة !...

وأنهض من رمادي لأحبك !

كل صباح

أنهض من رمادي

لأحبك أحبك أحبك

وأصرخ في وجه شرطة

(كل الناس رجال شرطة حين يتعلق الأمر بنا)

أصرخ: صباح الحب

صباح الحب أيها الفرح

 

شعر صباحي لنزار قباني:

صباحُ الخيرِ يا حلوة..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوة

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافية

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ – عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟

صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..

.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ –

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تختي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..

أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ

دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائره صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ...

 

مراجع:

adab.com 

adab.com 

adab.com 

 

 

 

 

إضافة التعليقات

.