
الصباح هو بداية اليوم، والكثير من الشعراء كتبوا شعر صباحي رغبة في الحصول على بهجة اليوم الجديد ونشرها على قرائهم، واخترنا لكم هنا مجموعة من الأشعار الصباحية لكبار الشعراء.
المحتويات:
شعر صباحي لصباح الحكيم:
صباحك حبٌ وشهد وعنبر
|
صباحك مسك وورد وأكثر
|
صباحك بشرى لكل بعيدٍ
|
لكل غريب
|
أضاع الطريق وتاه تعثر
|
صباحك نورٌ
|
وقلبي الشجيّ
|
وهذا الزمان الشقيّ المكدّر
|
صباحك للحزنِ
|
يشفي
|
مصابٌ
|
ويروي البراري إذا ما تصحّر
|
...
|
صباحك غيثٌ وأنت الصفاءْ
|
وأنتَ السقاء وأنتَ الشفاءْ
|
لكلِ يؤوسٍ تدر الأملْ
|
تموتُ بقربكَ كل العللْ
|
...
|
صباحك وجهٌ لهذا الزمان
|
إذا مال عنهُ يغيب الأمان
|
صباحك عيدٌ لكل جريح
|
إذا طافَ حولي
|
شجوني تطيح
|
فأبدو كوردٍ بحقلٍ فسيح
|
وألقاك طيفا نديّاً مريحا
|
إذا غاب عني جراحي تصيح
|
...
|
صباحك نجم بليلي تدلى
|
فقام الظلام تنحّى وولى
|
وصار الضياء على كلّ ملقى
|
ودار الحنان لقلبي المعنى
|
صباحك لحنٌ لدربي الحزين
|
وصوتك وجدٌ لكلِ أنين
|
إذا قيل حرفٌ بهذا المكان
|
تفيض البوادي بشدو الحنان
|
فتنأى الجراح ويزهو الزمان
|
يصير الوجود لنا كالجنان
|
...
|
صباحك نبضٌ وأنت الحياة
|
صباحُكَ سلوى لكل غداة
|
وضوء الأماني لأمسي الفقيدْ
|
وفجرٌ مطلٌ بأفْقٍ بعيدْ
|
أدار الضياء فمال الظلام
|
فأيقظَ حلمي على راحتيهِ
|
وأضحى سواد الليالي بياضا
|
وغنى النخيل لشدو النسيم
|
.....
|
صباحُكَ منهُ تفوحُ العطورْ
|
صباحُكَ ضوءٌ لدربي الكئيبْ
|
وقلبي النديّ النقيّ الرطيبْ
|
صباحكَ هذا الصباح الطهور
|
إذا ما تدنى رياضي تبور
|
....
|
صباحك شعرٌ وأنتَ بها
|
نبيذ الأغاني لروح الدنا
|
,,,
|
صباحك يا منيتي كالأغاني
|
إذا ما تغنى فؤادي يعاني
|
...
|
صباحكَ شهدٌ لا يتغير
|
لأنكَ أصل العبير المعطرْ
|
فعد كي نجدّد طريقاً قديماً
|
لقد ضاع عمرا فلا تتأخر
|
إذا ما أتيت ستجفل روحي
|
وعين الليالي لأجلك تسهرْ
|
شعر صباحي لغادة السمان:
وتنمو بيننا يا طفل الرياح
|
تلك الالفة الجائعة
|
وذلك الشعور الكثيف الحاد
|
الذي لا أجد له اسماً
|
ومن بعض أسمائه الحب
|
منذ عرفتك
|
عادت السعادة تقطنني
|
لمجرد اننا نقطن كوكباً واحداً وتشرق علينا شمس واحدة
|
راع انني عرفتك
|
وأسميتك الفرح
|
وكل صباح انهض من رمادي
|
واستيقظ على صوتي وأنا اقول لك :
|
صباح الحب أيها الفرح
|
ولأني أحب
|
صار كل ما ألمسه بيدي
|
يستحيل ضوءاً
|
ولأني أحبك
|
أحب رجال العالم كله
|
وأحب أطفاله وأشجاره وبحاره وكائناته
|
وصياديه وأسماكه ومجرميه وجرحاه
|
وأصابع الأساتذة الملوثة بالطباشير
|
ونوافذ المستشفيات العارية من الستائر ...
|
لأني أحبك
|
عاد الجنون يسكنني
|
والفرح يشتعل
|
في قارات روحي المنطفئة
|
لأني أحبك
|
عادت الألوان إلى الدنيا
|
بعد أن كانت سوداء ورمادية
|
كالأفلام القديمة الصامتة والمهترئة ...
|
عاد الغناء إلى الحناجر والحقول
|
وعاد قلبي إلى الركض في الغابات
|
مغنياً ولاهثاً كغزال صغير متمرّد ..
|
في شخصيتك ذات الأبعاد اللامتناهية
|
رجل جديد لكل يوم
|
ولي معك في كل يوم حب جديد
|
وباستمرار
|
أخونك معك
|
وأمارس لذة الخيانة بك.
|
كل شيء صار اسمك
|
صار صوتك
|
وحتى حينما أحاول الهرب منك
|
إلى براري النوم
|
ويتصادف أن يكون ساعدي
|
قرب أذني
|
أنصت لتكات ساعتي
|
فهي تردد اسمك
|
ثانية بثانية ..
|
ولم (أقع) في الحب
|
لقد مشيت اليه بخطى ثابتة
|
مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما
|
أني (واقفة) في الحب
|
لا (واقعة) في الحب
|
أريدك
|
بكامل وعيي
|
أو بما تبقى منه بعد أن عرفتك !
|
قررت أن أحبك
|
فعل ارادة
|
لا فعل هزيمة
|
وها انا أجتاز نفسك المسيجة
|
بكل وعيي (أوجنوني)
|
وأعرف سلفاً
|
في أي كوكب أضرم النار
|
وأية عاصفة أطلق من صندوق الآثام ...
|
وأتوق اليك
|
تضيع حدودي في حدودك
|
ونعوم معا فوق غيمة شفافة
|
وأناديك: يا أنا ...
|
وترحل داخل جسدي
|
كالألعاب النارية
|
وحين تمضي
|
أروح أحصي فوق جسدي
|
آثار لمساتك
|
وأعدها بفرح
|
كسارق يحصي غنائمه
|
مبارك كل جسد ضممته اليك
|
مباركة كل امرأة أحببتها قبلي
|
مباركة الشفاه التي قبلتها
|
والبطون التي حضنت أطفالك
|
مبارك كل ما تحلم به
|
وكل ما تنساه !
|
لأجلك
|
ينمو العشب في الجبال
|
لأجلك
|
تولد الأمواج
|
ويرتسم البحر على الأفق
|
لأجلك
|
يضحك الأطفال في كل القرى النائية
|
لأجلك
|
تتزين النساء
|
لأجلك
|
اخترعت القبلة !...
|
وأنهض من رمادي لأحبك !
|
كل صباح
|
أنهض من رمادي
|
لأحبك أحبك أحبك
|
وأصرخ في وجه شرطة
|
(كل الناس رجال شرطة حين يتعلق الأمر بنا)
|
أصرخ: صباح الحب
|
صباح الحب أيها الفرح
|
شعر صباحي لنزار قباني:
صباحُ الخيرِ يا حلوة..
|
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوة
|
مضى عامانِ يا أمّي
|
على الولدِ الذي أبحر
|
برحلتهِ الخرافية
|
وخبّأَ في حقائبهِ
|
صباحَ بلادهِ الأخضر
|
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
|
وخبّأ في ملابسهِ
|
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
|
وليلكةً دمشقية..
|
أنا وحدي..
|
دخانُ سجائري يضجر
|
ومنّي مقعدي يضجر
|
وأحزاني عصافيرٌ..
|
تفتّشُ –بعدُ – عن بيدر
|
عرفتُ نساءَ أوروبا..
|
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
|
عرفتُ حضارةَ التعبِ..
|
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
|
ولم أعثر..
|
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
|
وتحملُ في حقيبتها..
|
إليَّ عرائسَ السكّر
|
وتكسوني إذا أعرى
|
وتنشُلني إذا أعثَر
|
أيا أمي..
|
أيا أمي..
|
أنا الولدُ الذي أبحر
|
ولا زالت بخاطرهِ
|
تعيشُ عروسةُ السكّر
|
فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
|
غدوتُ أباً..
|
ولم أكبر؟
|
صباحُ الخيرِ من مدريدَ
|
ما أخبارها الفلّة؟
|
بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
|
تلكَ الطفلةُ الطفله
|
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
|
يدلّلها كطفلتهِ
|
ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
|
ويسقيها..
|
ويطعمها..
|
ويغمرها برحمتهِ..
|
.. وماتَ أبي
|
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
|
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
|
وتسألُ عن عباءتهِ..
|
وتسألُ عن جريدتهِ..
|
وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ –
|
عن فيروزِ عينيه..
|
لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
|
دنانيراً منَ الذهبِ..
|
سلاماتٌ..
|
سلاماتٌ..
|
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
|
إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
|
إلى تختي..
|
إلى كتبي..
|
إلى أطفالِ حارتنا..
|
وحيطانٍ ملأناها..
|
بفوضى من كتابتنا..
|
إلى قططٍ كسولاتٍ
|
تنامُ على مشارقنا
|
وليلكةٍ معرشةٍ
|
على شبّاكِ جارتنا
|
مضى عامانِ.. يا أمي
|
ووجهُ دمشقَ،
|
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
|
يعضُّ على ستائرنا..
|
وينقرنا..
|
برفقٍ من أصابعنا..
|
مضى عامانِ يا أمي
|
وليلُ دمشقَ
|
فلُّ دمشقَ
|
دورُ دمشقَ
|
تسكنُ في خواطرنا
|
مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
|
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
|
قد زُرعت بداخلنا..
|
كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
|
تعبقُ في ضمائرنا
|
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
|
جاءت كلّها معنا..
|
أتى أيلولُ يا أماهُ..
|
وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
|
ويتركُ عندَ نافذتي
|
مدامعهُ وشكواهُ
|
أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
|
أينَ أبي وعيناهُ
|
وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
|
وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
|
سقى الرحمنُ مثواهُ..
|
وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
|
وأين نُعماه؟
|
وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
|
تضحكُ في زواياهُ
|
وأينَ طفولتي فيهِ؟
|
أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
|
وآكلُ من عريشتهِ
|
وأقطفُ من بنفشاهُ
|
دمشقُ، دمشقُ..
|
يا شعراً
|
على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
|
ويا طفلاً جميلاً..
|
من ضفائره صلبناهُ
|
جثونا عند ركبتهِ..
|
وذبنا في محبّتهِ
|
إلى أن في محبتنا قتلناهُ...
|
مراجع:
adab.com
adab.com
adab.com