"عاينت السيدة العجوز الفتاة التي عرضت عليها، و وجدت ما تبحث عنه، و نظرت الى تفاصيلها، و قامت بالاتصالات الهاتفية المطلوبة. فوجدت السيدة الفتاة المناسبة للطبيب حفيد جارها. فنظر الشاب الى صورة الفتاة، واطلعت الفتاة على المعلومات الشخصية للشاب، فوافق الطبيب، و أبدت الفتاة موافقتها و لكن بخجل. التقيا بشكل مختصر، و أهلهما كانوا سعداء، و الزفاف كان جميلاً، و عاشا بسعادة الى الأبد و الأهم أن السيدة العجوز عاشت بسعادة الى الأبد".
حسناً، و ماذا لو لم يكن لكيوبيد دور في هذا الموضوع؟ فحتى لو لم تكن هناك مؤشرات على الحب في البداية، فإن جميع الأمور سارت على ما يرام في النهاية. فعلى الرغم من أن نصف العالم سيعترض الزواج التقليدي و يعتبره غير مناسب، سيرحب به النصف الآخر، و يؤمن به و يعتبره طريقة جيدة لاختيار شريك للحياة.
إذاً، ما هي الزيجات التقليدية؟ خاصة أن التاريخ قد نقل لنا أن اغلب ملوك و ملكات بريطانيا قد تزوجوا عبر زيجات تقليدية مدبرة. و الآن، تبدأ العملية عبر اختيار الشريك المناسب للشاب أو الفتاة في المنزل، من خلال التحقق بين المرشحين من هو الأمثل، من الوضع الاجتماعي، المهنة، إلخ... و على الرغم من أن جميع الأمور قد أعدّت مسبقاً، القرار النهائي يعود للثنائي، و غالباً ما يكون "نعم".
تكون الزيجات المدبرة عادة ناجحة، لأن الزوجين يتعارفان بطريقة عملية أولاً، مطلعين على الأمور الشائكة و السلبية و الإيجابية لدى الطرفين، مع غياب أيّ دموع ناتجة عن آلام الحب.
و لكن هناك بعض النواحي السلبية في الزواج المدبّر ايضاً، بما أن الاهل هم من يقومون بالخيار الأول، على قاعدة أنه جيد ليدخل الى العائلة، و لكن ماذا عن الشخص الآخر؟
لهذا السبب جمعنا لك بعض الحقائق و الاساطير الكامنة خلف الزيجات المدبرة، و بعضها قد يكون سخيفاً جداً كما يلي:
الأساطير
- بما ان الحب غير موجود في الزيجات المدبرة، هذا يعني أنه سيغيب في الحياة الزوجية.
- العروس ستتعذب لدى أهل زوجها.
- ستكون الحياة الزوجية مملة، مع غياب عوامل الرومانسية عنها منذ بدايتها.
- الزيجات المدبّرة تقليدية، و غير رائجة.
- بعض المرشحين لهذه الزيجات سيُجبرون على القبول بالشريك الذي عُرض عليهم.
- الزوجان لن يضعا أيّ مجهود لتحسين علاقتهما بما انهما وجدا طريقة سهلة لإيجاد شريك حياتهما.
الحقائق
- أظهرت الاحصاءات أن أغلب الزيجات المدبرة ناجحة أكثر من الزيجات التي تحصل بعد علاقة حب.
- أغلب الأزواج من الزيجات المدبرة يجدون ان حياتهم الزوجية مثيرة للاهتمام على اعتبار أنهم يكتشفون جديداً كلّ يوم عن الشريك.
- الزيجات المدبّرة تمنح الاستقرار و الأمان لمستقبل الزوجين، تحديداً لو تم اختيار الشخص الآخر عبر الأهل.
- الأزواج في الزيجات المدبرة يشعرون بألم اقل في القلب، ما يساعدهم على اتخاذ القرارات الصحيحة قبل الالتزام.
- تتلقى الزوجة/الزوج المختار من الأهل المباركة الكاملة من الأهل على اعتبار أنه من اختيارهما.
و لكن النقاش و الجدال حول الزواج المدبر التقليدي لا يزال قائماً حتى اليوم. و لكن في الحالتين، لا شيء أهم من الحصول على زواج ناجح. ففي النهاية، يجب ان تشعري بالسعادة بغضّ النظر عما إذا كان زواجك حصل بعد قصة حب أو تدبير تقليدي. و لكن بعد كل ما يقال، يجب على الفرد أن يتساءل، أليست كلها زيجات، بما فيها زيجات الحب التي تم تدبيرها قدرياً من الأساس؟