في هذه الرسالة المؤثرة، تنقل أم أشياء ضرورية تريد لزوجة ابنها المنتظرة أن تعرفها وتقول:
"سألني أحدهم أخيراً عما آمل أن يصبح ولدي عليه عندما يكبر، وهو ما أفكر به يومياً.
وعلى الرغم من أنني أنظر الى ولدي لأرى طفلاً، أنا أربّي رجلاً. رجلاً سيصبح يوماً أباً وزوجاً، أي سيقوم بأهم أدوار الوجود، وواجباتي كأم هي أن أربّيه ليتمتع بالخصال الضرورية للخروج الى العالم والقيام بهذه الأدوار على أكمل وجه.
إذاً...
الى زوجة ابني المستقبلية،
لديّ بعض الأمور لأقولها لك،
أنا لا أعرفك بعد، ولكنني أحبك منذ الآن. أحبك كثيراً، لأنك يوماً ما، ستحبين ابني، الذي سيبادلك الحب أيضاً.
سيأتي يوم يصبح فيه هذا الصبي الصغير الفوضوي والبسيط، لكن على الرغم من أنه سيظل ابني ولي الى الأبد، ستحلين مكاني في أمور كثيرة.
يوماً ما، ستحلّ يداك مكان يدي.. عيناك ستكونان له السلام وقلبك مسكنه.
ستكونين أنت التي يقبّلها ليلاً قبل النوم.
ستكونين أنت من يتشارك أحلامه معها.
ستكونين أنت الطمأنينة حين يشعر بالقلق.
أنت من ستحمل قلبه، هذا القلب الذي ينبض على صدري كل مرّة حملته فيها.
لا بد أنك الآن أميرة والديك،
وأنا أربّي ابني ليراك وليعاملك بنفس الطريقة.
سيكون رجل نفسه، وسيتمتع ببعض الهفوات والسخافات التي ستكتشفينها يوماً، وستصلين الى يوم تعرفينه فيه أكثر من أيّ أحد في العالم. امنحيه المساحة ليكون نفسه، وسأعلمه كيف يؤدّي الدور نفسه معك.
لن يكملك، ولن تكمليه، إذ وحده الله يمكنه ذلك. ولكني أتمنى أن تجهدا وأن تشجّعا بعضكما بعضاً على أن تكونا وأنتما معاً أفضل مما كان عليه كل شخص وحده.
أعدك أن تكوني قريبة، وأن اشاطرك كل أسراري ومعرفتي به لتحبيه بأفضل الطرق. حين يصل هذا اليوم، سأضع قلبه لديك أمانة، كما سيؤتمن هو على قلبك. فأنا أربّيه على تقدير قيمة قلب المرأة، الذي لا يقدَّر بثمن، وأنه إذا كسره فلن يستعيده كما كان في السابق.
أجهد يومياً لأربّي طفلي ليتعلم كيف يصبح قوياً ولكن في الوقت نفسه طيباً؛ شجاعاً ولكن متواضعاً، لا يهاب شيئاً ولكن لا يخاف من طلب المساعدة. أتمنّى أن يرشدك وأن يقدّر الدور الذي يؤدّيه... وأتمنى أن يلبّي كل ما تريدين، على أن لا تستغلي تضحياته.
ادعما بعضكما، وأحبّا بعضكما، وليختر كل منكما الآخر".