صحافية سعودية تساهم في مؤسسة إعلاميّة، من خلال رأس المال في عام 2005، صاحبة خبرة طويلة في مجال الإعلام والصحافة السعودية والعربيّة. منال الشريف، تعدّ لمؤلّف عن الصحافة السعودية ولكن بعد اعتزالها العمل الإعلاميّ. ترى أنّ الإعلام الإلكتروني هو الرائد اليوم والصحافة المكتوبة والورقيّة إلى زوال. في لقاءٍ صريح ومفصّل، تحدّثت الشريف إلى «نواعم» عن مواضيع عديدة منها الحرية الصحافية في دول الخليج ودور المرأة الخليجية في الصحافة ومواضيع أخرى، في الحوار الآتي.
* عرّفينا عن نفسك في بضع كلمات.
- من الصعب الحديث عن نفسي، فهي مسيرة طويلة جداً على الرغم من أنّ عمري الصحافي يمتد لأكثر من أربعة عشر عاماً ولكنها كانت محطات كثيرة منها ما هو العسير ومنها ما هو اليسير. بدأت العمل عام 1998 وتنقّلت في عدّة مؤسسات إعلاميّة من بينها صحيفة «الوطن» التي ساهمت فيها في رأس المال في عام 2005، وقد كنت أوّل صحافية سعودية تساهم في مؤسسة إعلاميّة، لأنتقل بعد ذلك إلى صحيفة «المدينة» ومن ثمّ إلى صحيفة «عكاظ» حيث أعمل مديرة للأقسام النسائية كما أنّني مديرة الإصدارات الخاصة بالمؤسسة.
* كيف ترين وتقيّمين الواقع الصحافي اليوم؟ وما رأيك بتراجع الصحافة المكتوبة لمصلحة الإلكترونيّة؟
- الواقع الصحافي اليوم متخبّط الخطى، فالعالم اليوم أصبح متسارعاً في كل شيء والتقنية لم تبقِ شيئاً للصحافة الورقية والوقت عامل مهم جداً، فالمعلومة اليوم بإمكانك الحصول عليها من خلال «كليك» وبرسالة في الجوال عند اشتراكك في أي وكالة للأخبار وبالتالي لن تستطيع أن تتمالك أعصابك وفضولك إلى أن يأتي موزع الشركة ليضع بالصحيفة في صندوق المنزل أو أن تصل إلى مكتبك في اليوم التالي لتقرأ الصحف، فالمواقع الالكترونية أصبحت هي الشغل الشاغل لدى المثقف أو القارئ العربي البسيط.
* هل تؤمنين بالدراسة التي أشارت إلى أنّ المطبوعات سوف تزول شيئاً فشيئاً ليحلّ مكانها التوثيق الرقمي؟
- أتّفق مع هذه الدراسة، فالصحف الورقية إلى زوال فهي تتثاءب وستغط في نوم عميق، إلى جانب أن الأمر يصل إلى أن المعلن اليوم ستتوجّه أنظاره إلى الديجتيال وأن يرى شركته أو منتجه في أكبر عدد ممكن وفي وقت أكثر من 24 ساعة، وهذا ما لا توفره الصحف الورقية.
* ماذا عن دور المرأة العربية والخليجية بالتحديد في الصحافة؟ وهل وصلت إلى مكانة تنافس الصحافي الرجل في عمله؟
- دور المرأة في الإعلام الخليجي المقروء هو أفضل من دورنا كصحافيات في السعودية وهي كلمة وجهتها لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه ولم أتلق منه أي إجابة. والرجال أوفر حظاً منّا ومن بدأ معي كمتعاون في صحيفة عملت فيها منذ أكثر من 14 عاماً هو الآن رئيس تحرير... وأكتفي بهذا القدر.
* تعملين مديرة القسم النسائي في جريدة عكاظ؛ كم من المهمّ أن يكون هناك مثل هذا القسم في مطبوعة تصدر يوميّاً لا دوريّاً كالمجلات؟
- أنا أعمل الآن في عكاظ مديرة للإصدارات الخاصة وأقوم بإصدار مجلات خاصة لأفكار متعددة الجوانب تزوّد القراء بمعلومات لا يراها في المطبوعات الأخرى، ولنا تقريباً ستة أشهر على ذلك. وأتّفق معك في أنه لا بد لنا من مطبوعة تعكس الصورة المشرقة للمرأة في بلادي.
* هل ترين أنّ المرأة الخليجية والسعودية تحديداً تتابع الصحف والمجلات؟
- المرأة تتابع أوبرا وينفري أوّلاً ثم المسلسلات الدرامية، والبعض الآخر يفضل قراءة الكتب والمجلدات والدراسات والأبحاث. أما الصحف والمجلات فآخر اهتمام النساء في بلادنا هذا ما أعتقده ولكن لا يمكن إغفال أن هناك نسبة ولكنها ضئيلة جداً.
* وعلامَ تقتصر اهتمامات المرأة الخليجية في الصحف؟ أي الأبواب والأقسام هي الأكثر متابعة وقراءة؟
- تهتم بالقضايا الاجتماعية والأخبار الطبية وآخر ما توصلت إليه الموضة العالمية.
* ما هي التحديات والصعوبات التي تواجه المرأة السعودية العاملة في قطاع الإعلام؟
- ترسيخ الاسم النسائي في خريطة الصحافة السعودية أمر شاق وطريق وعر. فوجودنا في المؤسسات الصحافية بات ضرورياً اليوم، ولا يمكن الاستغناء عنا، وبالرغم من ذلك لا نجد فرصاً كثيرة لنا، فالاعتراف بنا لا يزال في حبل المشنقة وننتظر تدخلاً حاسماً من وزارة الثقافة والإعلام. ليس هناك أي تشجيع بالإضافة إلى أنّ ما يطلب منا مثله يُطلب من الرجل في تنفيذ الأعمال والقيام بالتغطيات بينما في الأجور والمناصب مختلفان تماماً وهي نقطة أود الرجوع إليها مع المسؤولين ولكن لا يوجد نظام للصحافيات لكي تكون هناك محاسبة.
* إلى ماذا تطمحين اليوم؟
- طموحاتي لا حدود لها، وما يجعلني مستمرّة في الإعلام هو أن المرأة هي هاجسي وهدفي. قمت بدراسة في مجال الانتخابات وحصلت على شهادة في أكاديمية قيادة المرأة في مجال الانتخابات من الولايات المتحدة الأميركية، أنا ومجموعة من السعوديات، وزرنا المملكة المغربية والمملكة الأردنية وتعرفنا عن قرب كيف وصلت المرأة إلى معترك البرلمان وكيف نجحت وأصبحت وزيرة.
* كيف تقيّمين سقف الحرية الإعلامية في الدول العربية، وفي الدول الخليجيّة؟
- سقف الحرية يتفاوت في الدولة العربية الواحدة من وقت لآخر بما يتناسب وسياساتها الداخلية والخارجية، وبالتالي من الصعب الحكم، إلّا أنّني أرى الإعلام الجديد تجاوز كل الخطوط الحمراء والصفراء وضرب عرض الحائط بأي سلطة وتجاوز الأدب ووصل إلى اللامعقول وخاصة بين فئة الشباب والربيع العربي المزعوم وما إلى ذلك. من أراد الحرية يعرف أين يقرأ.
* هل باتت النساء الخليجيات اليوم قادرات على تطوير أنفسهنّ للتماشي مع عصر الديجيتال والإلكترونيات؟
- أعتقد أنّهن قطعن شوطاً لا بأس به وأعتقد أنه حتى الأطفال اليوم على علم ودراية بالأجهزة الإلكترونية والتعامل معها بحرفية. وما ينقصنا هو كيفية توظيف هذه التقنية بما ينهض بالوطن ويعزز مكانته بين الأمم.
* هل لديكِ أي مشروع جديد أو دراسة تنجزينها؟
- أنا الآن المشرفة العامة على فرع حماية المستهلك في منطقة مكة المكرمة، وأقوم بتأسيس الفرع في جدة، وهي تجربة جديدة بالنسبة لي وبعيدة كل البعد عن بلاط صاحبة الجلالة. وعملنا هو إعلام المستهلك حول حقوقه الشرائية والمطالبة بحمايته وإعطائه القوة اللازمة عند تعامله مع البائع، كما التصدي لبعض التجار في غلاء واضح للأسعار ومراقبتها من خلال تعيين مراقبين لها ومحاربة الغش التجاري والاحتكار، وستنشئ الجمعية فروعاً لها لتغطية المناطق الحيوية في المملكة.
* أين أنتِ من الأدب وتأليف الكتب؟
- أنا أقرأ بنهم شديد ولكن لم أكتب حتى الآن، وأعتقد أنني إذا كتبت فسأوجع، وبالتالي أعدك بأن يكون لديّ مؤلّف عن الصحافة السعودية ولكن بعد الخروج من الإعلام، فأنا أدوّن كلّ ما أراه وأشاهده ولكن لم يأتِ الأوان.
* كلمة أخيرة لموقع «نواعم».
- شكراً لاستضافتي وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.